قالت صحيفة بريطانية في تقرير نشرته الخميس، إن حديثاً عابراً بين الزميلتين في قسم التقنية بمستشفى في أتلانتا، تيا ويمبوش وسوزان إيليس، حول زوجيهما المصابين بفشلٍ كلوي، تسبب في إنقاذ الزوجين من موت محقق. إذ كانت كل واحدة منهما غير قادرة على التبرع لزوجها لزراعة الكلى، بسبب اختلاف فصيلة الدم، لكنهما وفي أثناء حديثهما داخل دورات المياه بالمكتب ذات يوم، اكتشفتا أن فصيلتي دمهما متطابقتان مع زوجيهما ولكن بشكل متضاد، أي إن كل واحدة منهما تتطابق في فصيلة دمها مع فصيلة دم زوج صديقتها ومن هنا كانت طريقة إنقاذ الزوجين من الموت.

يُنسب إلى هذه المحادثة العرضية الفضل في استعادة صحة زوجيهما، بعد أن تبرعت كل امرأةٍ بكليةٍ لشريك الأخرى. حيث قالت سوزان (42 عاماً)، وهي تروي قصة في مقطعٍ نشره مستشفى Children's Healthcare of Atlanta، حيث تعمل السيدتان: "حسناً، لقد خطرت الفكرة ببال تيا وسألتني: ماذا لو قمنا بعملية تبادل فيما بيننا؟ وسرعان ما عادت تيا إلى مكتبها واتصلت بمنسق التبرعات الخاص بها لترتيب الأمر".

بينما قال كلارك كيسينغر، جراح زراعة الأعضاء المتعددة بمستشفى Piedmont Healthcare في أتلانتا حيث جرت عملية الزراعة، إنّه من النادر العثور على تطابقٍ مزدوج من هذا النوع: "يجب أن تكون فصيلة الدم متطابقة، خاصةً فيما يتعلق بالكلى، إذ يجب أن يكون التطابق أكثر تفصيلاً على المستوى الجزيئي، حيث إننا بحاجةٍ إلى تطابقٍ مناعيٍّ كامل. وكانت هذه هي الحالة هنا".

أجرى كيسينغر عمليات استئصال الكلى بدءاً بسوزان، بينما كان رودني ويمبوش يجري تجهيزه لعملية الزراعة بالقرب منها في الـ19 من مارس/آذار 2021 . وأوضح كيسينغر: "لقد أخذنا الكلية من المتبرعة، وقمنا بغسلها، ثم زرعناها في جسد المتلقي على الفور".

قبل فترةٍ وجيزة من دخول تيا ويمبوش (45 عاماً)، إلى غرفة العمليات، تقول: "جاء الطبيب وأخبرني بأن سوزان ورودني بخير حال". وتقول سوزان إنها سارت في الممر باتجاه غرفة رودني بعد يومٍ من إجراء العملية: "ابتسم لي رودني ورفع لي إبهامه، في إشارةٍ بدت رائعةً للغاية".

من جانبه قال الطبيب كيسينغر إنّ "كلا الرجلين بخير حال. ونأمل أن تزيد قصتهما الوعي بمسألة التبرع بالأعضاء، وقوائم المتبرعين التي قد يطول انتظارها لتسع سنوات قبل العثور على التطابق المناسب، وهي فترةٌ قد لا تكفي لبقاء العديدين على قيد الحياة باستخدام غسيل الكلى".