تبيّن أن وعاء طعام صغير تم شراؤه مقابل 35 دولاراً فقط من ساحة بيع في ولاية كونيتيكت الأمريكية، هو في الأصل تحفة فنية صينية نادرة من القرن الـ15، إذ اكتشف الخبراء أنّ قيمة الوعاء تتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار أمريكي. حسب ما ذكرته شبكة بريطانية"، الأربعاء، رُصِدَ وعاء الخزف بواسطة أحد عشاق التحف المجهولين بالقرب من نيو هيفن، العام الماضي، ليسارع إلى الحصول على تقييم الخبراء.
في الواقع، يُعتقد أنّه واحد من أصل سبعة فقط موجودين حتى يومنا هذا، وغالبية الأوعية الأخرى موجودة داخل المتاحف. من المقرر بيع وعاء طعام بالمزاد العلني في نيويورك، يوم 17 مارس/آذار، داخل دار Sotheby's للمزادات، التي وصفت التحفة المكتشفة بأنّها "استثنائية ونادرة".
إذ قالت أنجيلا ماكاتير، خبيرة الخزف الصيني، لوكالة أمريكية: "كان من الواضح على الفور أنّنا ننظر إلى شيءٍ مميز للغاية بحق. فأسلوب الرسم، وشكل الوعاء، وحتى درجة اللون الأزرق كلها من السمات المميزة لحقبة الخزف تلك من القرن الـ15. وكل الخصائص والسمات الموجودة تؤكد أنّه من إنتاج عهد سلالة مينغ الحاكمة".
لكن لا أحد يعلم بعد كيف انتهى المطاف بوعاء طعام تاريخي إلى بيعه في الشارع بكونيتيكت. لكن البعض يقترحون احتمالية تناقله عبر أجيال مختلفة من نفس العائلة. أضافت أنجيلا: "لا يزال من المذهل التفكير في إمكانية حدوث أمورٍ كهذه، وإمكانية اكتشاف كنوز من هذا النوع. ومن المثير للغاية بالنسبة لنا كمتخصصين أن يظهر من العدم أمرٌ لم نكن نعلم حتى بوجوده".
تعود أسرة مينغ لسلالة الأباطرة الصينيين القدامى (هان)، حكموا الصين في الفترة ما بين 1368 و1644 ميلادية، إذ أسقطت أسرة مينغ حكم الأباطرة من سلالة النسب يوان المغولية. كانت الصين في ظل عهد أسرة مينغ تسمى بـ"الامبراطورية العظمى مينغ"، في ذروة الإمبراطورية حكمت سلالة مينغ مناطق شاسعة. امتدت الإمبراطورية إلى كوريا الشمالية ومنغوليا ولأقاليم تركستان، تم وضع الإمبراطورية الراعية ضريبة مباشرة، فسيطرت على جنوب فيتنام وبورما اليوم. أراضي الإمبراطورية كانت في ذروتها.
في ظل عهد أسرة مينغ، تمتعت الصين بأكثر من 300 سنة من الاستقرار، إذ أنشأت إمبراطورية يخدمها جيش كبير قدر بحوالي مليون جندي، ومئات من السفن البحرية، في ذلك الوقت كانت أكبر أسطول بحري حربي في العالم. كما بني سور بادالينغ العظيم (سنة 1505) والذي احتل موقعاً قيادياً واستراتيجياً بارزاً لحماية ممر جويونغوان الجنوبي، ما يحمي مدينة بكين.