مسلسلات رمضان
ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟
12/09/2020

قبل أقل من شهرين من الانتخابات الأمريكية، يبدو أن لدى الرئيس دونالد ترامب شيئا يحتفل به، وهو الترشيح لجائزة نوبل للسلام. وقد طرح برلماني نرويجي، ينتمي لحزب يميني متشدد، اسم ترامب لنيل الجائزة لعام 2021، مشيرا إلى دور الرئيس في اتفاق السلام الأخير بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية والبحرين.

وقال عضو البرلمان في النرويج، كريستيان تيبرينغ-جيدي، لقناة أمريكية الأربعاء: "للمصلحة العامة، أعتقد أنه بذل المزيد من الجهود لإحلال السلام بين الدول، أكثر من معظم المرشحين الآخرين لجوائز السلام". وأشار إلى أنه ليس من كبار مؤيدي ترامب، وأضاف: "على اللجنة أن تنظر في الوقائع وتحكم عليه بناء على الحقائق، وليس على الطريقة التي يتصرف بها أحيانا". بالطبع فإن الترشح لا يعني الفوز، ولن نعرف الفائز لمدة 13 شهرا أخرى، فماذا يمكن أن نعرف عن هذا الأمر؟

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 1

إذن من الذي يمكنه ترشيح شخص ما؟

بالنسبة للترشيح وحده فإن شروطه ليست صعبه، حيث يتم قبول جميع الترشيحات من رؤساء الدول، أو السياسيين العاملين على المستوى الوطني. كما أن أساتذة الجامعات، ومديري معاهد السياسة الخارجية، والحائزين السابقين على جائزة نوبل، وأعضاء لجنة نوبل النرويجية هم أيضا من بين أولئك، الذين يعتبرون مؤهلين لتقديم ترشيح للجائزة. ولا تتطلب الترشيحات أي دعوة، وطالما تم تقديمها قبل الأول من فبراير/شباط من السنة المؤهلة، فسيتم قبولها. بالنسبة لجائزة نوبل للسلام لعام 2020، التي لم يتم الإعلان عن الفائز بها بعد، كان هناك 318 مرشحا. ولا تعلق لجنة نوبل النرويجية علانية على مرشحيها، الذين ظلوا سرا لمدة 50 عاما.

هل رُشح ترامب من قبل؟

نعم. حيث رشح السيد تيبرينغ - جيدي الرئيس الأمريكي في عام 2018 للجائزة، وكان السياسي اليميني أحد نائبين اثنين في البرلمان النرويجي رشحا ترامب لنفس الجائزة، وذلك لجهوده لتحقيق المصالحة بين كوريا الشمالية والجنوبية. لم يفز ترامب بالجائزة في ذلك العام، لكن السيد تيبرينغ - جيدي، عضو حزب التقدم المحافظ، يصر على أن الرئيس الأمريكي يفي بالمعايير هذه المرة.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 2

في الشهر الماضي، توصلت إسرائيل ودولة الإمارات إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، والذي أعلن عنه ترامب في بيان مفاجئ. إنها ثالث اتفاقية سلام إسرائيلية عربية، منذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتمثل أول علاقة دبلوماسية رسمية بين إسرائيل ودولة خليجية عربية. وبحسب ما ورد تفاجأ القادة الفلسطينيون بالاتفاق.

وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض، كايلي مكناني، الأربعاء: "هذا تكريم يأتي بعد عناء، ويستحقه هذا الرئيس عن جدارة". وأضافت: "السياسيون المهنيون يتحدثون فقط عن نوع النتائج، التي حققها هذا الرئيس على المسرح العالمي". ويقول منتقدو الرئيس ترامب إنه شخصية استقطابية، تستغل الانقسامات بدلا من محاولة توحيد الأمريكيين معا.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 3

هل تم ترشيح رئيس أمريكي من قبل؟

ترامب واحد من العديد من الرؤساء الأمريكيين، الذين رُشحوا لجائزة نوبل للسلام، بمن في ذلك الرئيس ويليام هوارد تافت، الرئيس هربرت هوفر، والرئيس فرانكلين روزفلت. وإذا حصل على الجائزة المرغوبة، فسيكون ترامب خامس رئيس أمريكي يفوز بها، بعد ثيودور روزفلت عام 1906، ودرو ويلسون عام 1920، جيمي كارتر عام 2002، وباراك أوباما عام 2009.

وقوبل ترشيح أوباما - بعد شهور فقط من توليه منصبه - بانتقادات في الولايات المتحدة ، حيث رأى البعض أنه لم يكن له تأثير يستحق الجائزة. وكان من بين منتقديه السيد ترامب، الذي غرد في عام 2013 داعيا إلى سحب جائزة أوباما. وتبرع أوباما بقيمة الجائزة، البالغة 1.4 مليون دولار، للأعمال الخيرية.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 4

هل كانت هناك ترشيحات مثيرة للجدل من قبل؟

في حين أن أشهر الفائزين بالجائزة هم مارتن لوثر كينغ جونيور، نيلسون مانديلا، والأم تيريزا، فإن المعايير الفضفاضة للترشيح أدت إلى أن ضمت قائمة المرشحين السابقين اختيارات غير تقليدية، ومثيرة للجدل. تم ترشيح أدولف هتلر لجائزة السلام عام 1939، من قبل عضو في البرلمان السويدي. وبحسب ما ورد تم تقديمه بطريقة ساخرة، ثم سحب الترشيح بعد فترة وجيزة.

بعد بضع سنوات، تم ترشيح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لنفس الجائزة مرتين، وذلك في عام 1945 بدعوى جهوده في إنهاء الحرب العالمية الثانية، ومرة أخرى في عام 1948. بعد تقديم الترشيحات، يتم اختيار الفائز من قبل لجنة نوبل المكونة من خمسة أشخاص، والتي يتم تعيينها من قبل البرلمان النرويجي. ولن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة عام 2021، قبل أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 5

أبطال لبعض ومجرمون لآخرين.. ترشيح ترامب لنوبل ليس غريباً، فقد سبقه هتلر إليها!

من ترشيحات نوبل الغريبة لعام 2021 اسم الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب 2021 لمساهمته في التوسّط لإبرام اتفاق "التطبيع" بين إسرائيل والإمارات، الأمر الذي شكل مفاجأة للرافضين للاتفاق متسارع الخطى. وحتى قبل اتفاق التطبيع، كان ترامب ألمح في تصريحات العام 2019 بأنه يستحق جائزن نوبل ولكنه على الأرجح لن يحصل عليها.

أما مبرراته فكانت وقتها نظير جهوده بشأن كوريا الشمالية وسوريا، زاعماً أنه أنقذ حياة 3 ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب، بعدما حذر روسيا وإيران والحكومة السورية من هجوم محتمل. تلك الجائزة اعتادت أن تثير جدلاً منذ لحظة إعلان مرشيحها وحتى لدى إعلانها، وعلى مر التاريخ كانت أسماء المرشحين والفائزين مثاراً للاختلاف.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 6

فلن يتفق العالم على من "يقوم بأفضل الجهود أو الإسهامات لتحقيق الإخاء بين الأمم، وتعزيز جهود السلام وحفظ حقوق الإنسان في العام السابق مباشرة" كما تنص الجائزة، التي لم يُكتب للمهاتما غاندي نفسه الحصول عليها رغم ترشحه لها لخمس مرات.

لذا إليك قائمة بأبرز المرشحين والفائزين ممن اعتُبِرُوا الأكثر إثارة للجدل:

1- بينيتو موسوليني

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 7

في عام 1935 قام مجموعة من أساتذة الحقوق بجامعة غيسن الألمانية بترشيح موسوليني لجائزة السلام، ولم يُعرف فيم كانوا يفكرون حين رأوا ترشيح الرجل الذي تخلص من خصومه السياسيين بمنتهى القسوة، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد أعدائه، حيث يقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف من البشر.

2- أدولف هتلر

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 8

كان هذا عام 1939 حين تلقَّت لجنة الجوائز ترشيحاً لأدولف هتلر من البرلماني السويدي إي جي سي براندت، حيث أراد بذلك الترشيح التهكُّم، وإثارة مناقشة في البرلمان السويدي لفضح المناخ السياسي المؤيد للنازية حينها، والمثير أنه تم تناول الأمر في البرلمان على محمل الجد وتحقق لبراندت مراده فعلاً في فضح المؤيدين للنازية، قبل أن يسحب ترشيحه. ورغم ارتباط ترشيح هتلر بالسخرية، إلا أن ما يذكره التاريخ إلى الآن أن هذا القائد تسبب في مقتل 27 مليون ضحية.

3- جوزيف ستالين

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 9

تم ترشيح ستالين، أحد قادة الاتحاد السوفيتي، للجائزة مرَّتين، الأولى كانت عام 1945 باقتراحٍ من المؤرخ النرويجي هالفدان كوت لجهوده في وضع نهاية للحرب العالمية الثانية، وكانت الثانية عام 1949 باقتراح من أستاذ تشيكي يُدعى فلاديسلاف ريجر، ولم يذكر أسباباً لترشيحه. يشار إلى أن ستالين تسبب في مقتل نحو 40 مليون نسمة.

4- مايكل جاكسون وتهمة التحرش بالأطفال

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 10

وجد أيقونة البوب مايكل جاكسون نفسه في السباق للنيل بالجائزة العام 1998. رغم أن العديد من مزاعم الاعتداء الحميمي على الأطفال ضد "ملك البوب" لم تظهر في ذلك الوقت، إلا أن رسالة الفنانة إلى "Heal the World" لم تنل إعجاب اللجنة. وقال المؤرخ وعضو اللجنة غير لوندستاد لوكالة AFP: "البرلمانيون الرومانيون الذين اقترحوا مايكل جاكسون اعتبروا هذا الترشيح مهماً للغاية، لكن اللجنة لم تنظر فيه أيضاً". ووضح أن "أسماء الفنانين تأتي بانتظام ، لكنها اتجاه أكثر حداثة". ورغم أن جاكسون توفي العام 2009، إلا أن قضايا التحرش والاعتداء على الأطفال ما زالت تلاحقه في قبره، عبر الدعاوى القانونية والأفلام الوثائقية لهؤلاء الأطفال بعد شبوا.

وهذه قائمة أخرى للفائزين الذين أثاروا الجدل:

1- ثيودور روزفلت

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 11

الرئيس الأميركي الذي تولى الرئاسة بين عامي 1901 و1908، فاز عام 1906 بجائزة نوبل للسلام وكان ذلك عن دوره في التحكيم في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وجهوده كوسيط في إنهاء عددٍ من الصراعات، وتحديداً نجاحه في إنهاء الحرب الروسية اليابانية.

لكنّ فوزه كان مثاراً للجدل بالنظر إلى دوره في الحرب الإسبانية الأميركية التي وقعت على أرض كوبا لـ"تحريرها من الاستعمار الإسباني"، والتي انتهت بسيطرة الولايات المتحدة على المستعمرات الإسبانية، وكان مثار الجدل أيضاً دوره في سحق الثورة في الفلبين حين كانت تحت الاستعمار الإسباني، وتحولت بعد الحرب التي امتد أثرها من كوبا إلى جزر الفلبين إلى مستعمرة أميركية أيضاً.

2- هنري كيسنجر

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 12

ربما كان فوز مستشار الأمن القومي الأميركي، ووزير الخارجية 1973-1977، هو الأكثر إثارة للجدل حول الجائزة على مدار تاريخها، فقد جاء فوزه بالجائزة بالتقاسم مع لي دوك ثو ممثل شمال فيتنام عن دورهما في محادثات باريس للسلام التي توصلت لاتفاقٍ بشأن إنهاء الحرب في فيتنام، ما أثار الجدل هو أن الحرب لم تكن قد انتهت واستمرت بعد ذلك عامين آخرين، وقد رفض الجائزة لي دوك ثو لهذا السبب، فيما تسلمها كيسنجر!

وإلى جانب ذلك فقد كان كيسنجر طبقاً لمعارضيه، مسؤولاً عن العملية السرية لقصف كمبوديا بين الأعوام 1969 و1975، وكان منسقاً للخدمات السرية التي قدمتها بلاده للديكتاتوريات العسكرية في الأرجنتين وتشيلي والبرازيل والباراغواي، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المعارضين لحكومات تلك الدول. كما كان الداعم للانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال بينوشيه ضد الرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973، وقد تواصل الجدل خاصة بعد وثائق كشفت عنها وكالة المخابرات المركزية الأميركية أكدت ذلك في العام نفسه.

3- شيمون بيريز وإسحق رابين

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 13

مُنحت الجائزة عام 1994 إلى كل من: الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وإسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشيمون بيريز وزير خارجيته، إشادةً بجهودهم في "عملية السلام في الشرق الأوسط"، من خلال اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها عام 1993. ومن جديد كانت الجائزة مثاراً للجدل من كل الأطراف، فالصراع العميق ظل قائماً، كما لم تكن هناك شواهد للسلام في ظل المعارضة الواسعة والشديدة للاتفاقية بين العرب، واغتيال إسحق رابين في العام التالي على يد متطرف يهودي، حتى أنه لاحقاً عام 2002 كان بين أعضاء الجائزة أنفسهم من تمنّى سحبها من شيمون بيريز.

4- باراك أوباما

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 14

كان منح الجائزة للرئيس الأميركي عام 2009، بعد ثمانية أشهر فقط من دخوله إلى البيت الأبيض كما رآه البعض قراراً مسيساً بامتياز أو سابقاً لأوانه في أفضل الآراء، فقد مُنحت له الجائزة عن "جهوده في دعم الديمقراطية وتعزيز السلام، وتطلعه نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية. "لكن ملفات كثيرة في العراق وأفغانستان كانت تنتظر قرارته وقتها فضلاً عن تنفيذها، ليمكن القول بنجاح هذه الجهود، لهذا لم تُثر الجائزة معارضة بقدر ما أثارت الاستغراب حتى من جانب الفائز نفسه.

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 15

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 16

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 17

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 18

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 19

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 20

ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.. من سبقه وأثار الجدل بترشحه؟ صورة رقم 21