قالت مجلة أمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعديه لم يرتدوا أقنعة أثناء زيارة إلى مصنع "Honeywell" في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، الثلاثاء، رغم سياسة المصنع التي تطالب كل العاملين بارتداء قناع في كل الأوقات، ورغم ذلك ارتدى الرئيس نظارات وقائية.

في المصنع الذي ينتج في الوقت الحالي قناعات "N95" التنفسية لصالح إدارة ترامب تنتشر لافتات تحمل العبارة التالية: "رجاءً ارتدِ قناعك في كل الأوقات". فيما زعم مسؤول في البيت الأبيض في وقت لاحق أن المصنع أعطى الرئيس والمسؤولين إذناً بعدم ارتداء الأقنعة أثناء جولتهم التفقدية.

ترامب قال للصحفيين قبل ساعات من تلك الجولة إنه سيرتدي قناعاً للوجه، أو يغطي وجهه فقط إذا طلب منه المصنع ذلك، مضيفاً: "أعتقد أنها منشأة تُلزم بارتداء الأقنعة، إن كانت كذلك فسأرتدي القناع، لكنني لا أعرف إن كانت تُلزم بارتداء الأقنعة من عدمه". هذه ليست المرة الأولى، فلَطالما رفض ترامب اتباع الإرشادات الحكومية التي تشجع الأمريكيين على ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة أثناء الجائحة الآنية. وبعد مواجهته لانتقادات زعم الرئيس أن ارتداء قناع قد يعرقله أثناء أداء عمله.

إذ قال ترامب الثلاثاء: "من المفترض أن ألقي كلمة. أخبروني: هل ينبغي أن أترك القناع على وجهي أثناء تحدثي؟". فيما تلقّى نائب الرئيس مايك بنس وابلاً من الانتقادات، الأسبوع الماضي، عندما أجرى جولة في مركز Mayo Clinic الطبي بولاية مينيسوتا دون ارتداء قناع، رغم سياسة المنشأة التي تتطلب من كل الأشخاص الذين يدخلونها ارتداء أقنعة. وفي مقابلة مساء يوم الأحد، مع قناة أمريكية، دافع بينس عن موقفه، لكنه أعرب أيضاً عن أسفه لتصرفه ذاك.

بعد أن انهالت الانتقادات عليه قال بنس: "كان ينبغي عليَّ ارتداء قناع (أثناء جولتي) في Mayo Clinic"، قبل أن يشير إلى أن إرشادات مركز مكافحة الأمراض واتقائها توضح أن استخدام الأقنعة الهدف منه الحد من انتشار المرض من المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض. وأكد بينس أنه يعرف أنه ليس مصاباً بفيروس كورونا، لأنه يخضع للاختبار بانتظام، لذا فهو لا يعتقد أن ارتداءه للقناع كان ضرورياً.

وبعد زيارة بينس، قال مركز Mayo Clinic في تغريدة عبر تويتر إن نائب الرئيس أُخبِر قبل وصوله إلى المركز بسياسة ارتداء الأقنعة الخاصة بالمنشأة. قالت المجلة الأمريكية إنها حاولت التواصل مع البيت الأبيض للحصول على تعليق بشأن زيارة ترامب، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت نشر الخبر.

زيارة ترامب إلى مصنع للكمامات هي الرحلة الأولى له خارج البيت الأبيض منذ شهرين، وسلّطت الأضواء حول رفضه ارتداء واحدة حتى الآن خلال أزمة فيروس كورونا المستجدّ. ومع مغادرته واشنطن إلى مصنع هانيوال في فونيكس في ولاية أريزونا، أشار ترامب الى أنه سيأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، لكن فقط إذا كانت هناك "بيئة كمامات".

فيما تعتبر الزيارة جزءاً من الجهد الذي يمارسه ترامب بهدف التشجيع على فتح اقتصاد البلاد المتراجع بسبب إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي لمجابهة الفيروس. وقبل ستة أشهر فقط من موعد الانتخابات الرئاسية يسعى الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية لتغيير المزاج الوطني، وتسويق عمله لعودة سريعة للاقتصاد إلى سابق عهده بين الناخبين.

ففي الوقت الذي تشجع فيه الإدارة الأميركية المواطنين على عدم الخروج إلا بوضع كمامة، من أجل التخفيف من احتمال نقل العدوى، وهو ما دعا إليه الرئيس الأميركي نفسه الشهر الماضي، ظهر ترامب مساء الثلاثاء بلا كمامة خلال زيارة نادرة خارج واشنطن ليتفقد مصنعا لإنتاج الكمامات في ولاية أريزونا التي يأمل أن يفوز بأصواتها في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني. وهبطت طائرة الرئيس في فينيكس حيث عمد إلى تفقد خط إنتاج مجمع هاني ويل إنترناشونال للكمامات.

عداء بين ترمب والكمامة!

وفي حين تشجع الحكومة الاتحادية الأميركيين على وضع الكمامات لتجنب انتشار العدوى حتى وإن لم يعانوا من أي عرض من أعراض مرض كوفيد-19 الناجم عن المرض، بدا ترمب بلا كمامة، بين مجموعة من الموظفين الذين التزموا التعليمات الرسمية، ما فتح عليه باب الانتقادات في بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل.

وقال ترامب من على أرض المصنع الثلاثاء "لا يمكننا إبقاء بلدنا مغلقا للسنوات الخمس المقبلة"، مقرّاً بأن بعض الناس "سيتأثرون بشدة". يشار إلى أن الرئيس الأميركي غالباً ما يحجم عن استخدام الكمامة. وكان نائبه مايك بنس أثار انتقادات واسعة لعدم وضعه كمامة خلال زيارة قام بها في الآونة الأخيرة لمستشفى مايو كلينيك الشهير في مينيسوتا. اقرأ المزيد من التفاصيل في موقع مسلسلات برو هنا: نائب الرئيس ترامب بين مرضى كورونا بلا كمامة ويستخف بقاعدة ارتدائها!

يذكر أن ترامب فاز بأصوات ولاية أريزونا في انتخابات 2016 أمام المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، لكن استطلاعات الرأي تظهر أنه يحل الآن خلف المرشح الديمقراطي المفترض في انتخابات2020 ، نائب الرئيس السابق جو بايدن، في تلك الولاية الجنوبية الغربية.

وفي حين يقول منتقدون إن الوضع الصحي لا يزال غير آمن وإن ترامب يسارع لإنعاش الاقتصاد المنكوب من أجل تسخير ذلك في معركة إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر، يتمسك الأخير إلى حد بعيد بموقفه، مشدداً على ضرورة الموازنة بين تعافي الاقتصاد والبلاد معا.