رفض نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وضع كمامة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، خلال زيارة قام بها إلى "مايو كلينك"، الثلاثاء، منتهكا بذلك القواعد المتبعة في المستشفى، ومثيرا موجة انتقادات حادة في أكثر بلاد العالم تضررا من وباء "كوفيد 19". وكان لافتا خلال الزيارة التي التقى فيها طاقم المستشفى وعددا من المرضى، أن نائب الرئيس كان الشخص الوحيد الذي لم يضع كمامة في غرفة مكتظة بالناس.

وبموجب القواعد المتبعة في المستشفى الشهير بولاية مينيسوتا، يجب على جميع المرضى والزوار والموظفين وضع كمامة للحماية من انتقال المرض منهم أو إليهم. وأكد المستشفى في بيان أنه "أبلغ مكتب نائب الرئيس بهذه المعلومة" قبل الزيارة، لكن الأخير رفض وضع الكمامة.

وفي توضيحه لسبب هذا الرفض، قال نائب الرئيس الجمهوري، وهو أيضا رئيس خلية الأزمة التي شكلها البيت الأبيض لمكافحة تفشي الوباء، إنه لا يعتبر نفسه بحاجة لوضع كمامة كونه يخضع بانتظام لفحص فيروس كورونا المستجد. وأضاف: "بما أنني لست مصابا بفيروس كورونا فقد اعتبرتها مناسبة جيدة لأن أذهب إلى هناك، لأن أتحدث إلى هؤلاء الباحثين، إلى هؤلاء العاملين الصحيين الرائعين، لأن أنظر إليهم في عيونهم وأقول لهم شكرا لكم". وتابع: "أنا أخضع بانتظام لفحص فيروس كورونا على غرار ما يحصل مع الأشخاص المحيطين بي".

وفي الولايات المتحدة، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتغطية الوجه في الأماكن العامة التي يصعب فيها احترام قواعد التباعد الاجتماعي، مثل الصيدليات والأسواق التجارية. وأحد أسباب تفشي الفيروس في العالم بقوة، أن قسما من المصابين به لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية، وبالتالي قد لا يعلمون أنهم حاملون للمرض ومع ذلك يمكنهم أن ينقلوا العدوى إلى أشخاص بجانبهم من خلال التحدث معهم أو التنفس قربهم.

فقد قام نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، بزيارة مستشفى رئيسي في الولايات المتحدة من دون أن يرتدي كمامة، على الرغم من أن القواعد الخاصة بالمركز الطبي تفرض على زائريه ارتداء معدات الوقاية الشخصية. وكان بنس الشخص الوحيد بين الحضور الذي لم يرتدِ غطاءً للوجه في مشفى "مايو كلينيك" في ولاية مينيسوتا. وفي تغريدة محذوفة، قال المستشفى إنه أخطر نائب الرئيس مسبقاً بسياسته التي تتطلب ارتداء كمامات.

ويقود بنس فريق عمل البيت الأبيض لمواجهة فيروس كورونا. ودافع بنس عن قراره بوصفه "ضرورياً من أجل الاجتماع بالعاملين والمرضى". وتنص نصيحة الحكومة الأمريكية للوقاية من فيروس كورونا على وجوب ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة، حيث يصعب الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي.

ويطلب "مايو كلينيك" من كل المرضى والزائرين في مراكزه الطبية ارتداء الكمامة أو قناع الوجه. ورافق بنس مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الدكتور ستيفن هان، الذي التزم بارتداء الكمامة خلال الزيارة. وجاءت الزيارة في اليوم الذي تجاوز فيه عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة مليون إصابة، وتخطى عدد الوفيات 57 ألفاً.

وفي معرِض الردِّ على سؤالٍ حول سبب عدم ارتدائه كمامة، قال نائب الرئيس إنه "وكل من حوله يخضعون بشكل دوري لاختبار الكشف عن فيروس كورونا". وأضاف: "حين أصدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إرشادات حول ارتداء الكمامة، كان ذلك إقراراً منهم بأن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا قد يتجنبون، عبر ارتداء الكمامة، نقل الفيروس لشخص آخر". وتابع: "وبما أنني لست مصاباً بفيروس كورونا، فكرتُ بأنها قد تكون فرصةً جيدة كي أكون هنا، وكي أكون قادراً على الحديث مع هؤلاء الباحثين، طاقم الرعاية الطبية المذهل، والنظر إلى عيونهم وقول شكراً".

واختار بنس التخلي عن الكمامة، في وقت سابق من هذا الشهر، أثناء تهنئة حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس - الذي ظهر مرتدياً الكمامة - في الطريق إلى حفل تخرج القوات الجوية. ووفقاً للموقع الإليكتروني الإخباري "أكسيوس"، لم يرتدِ بنس، مطلقاً، الكمامة في الخارج، منذ بدء تفشي الوباء، بينما يواصل سفره في كافة أنحاء البلاد. وكان مساعد بنس أول عضو في البيت الأبيض تثبت إصابته بفيروس كورونا، بعد خضوعه لاختبار في أواخر آذار/مارس الفائت. ويذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نفسه، كان قد ذكر أنه لا يعتزم ارتداء الكمامة.