مسلسلات رمضان
30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟
09/11/2019

ألمانيا تحتفل بذكرى مرور ثلاثة عقود على سقوط جدار برلين الذي أنهى الحرب الباردة وشكل بداية مرحلة جديدة في العلاقات الدولية، فكيف غيّرت لحظة فارقة في التاريخ ملامح العالم الحديث؟ فقد مرت ثلاثة عقود على سقوط جدار برلين، وهي ذكرى يحييها الألمان كمحطة تاريخية مفصلية في تاريخ بلادهم. سقوط الجدار كان يعني نهاية الحرب الباردة وأهم من ذلك بالنسبة للألمان إعادة توحيد بلدهم.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 1

سقوط جدار برلين في صور

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 2

- عندما تنتصر إرادة الشعب: انتصرت إرادة الشعب الألماني في شرق ألمانيا على النظام الشيوعي وعلى حلفائه في الشرق وتمكن من اختراق الستار الحديدي وتوحيد الألمانيتين فيما بعد. في التاسع من نوفمبر تشرين ثاني 1989 كانت لحظة الانتصار.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 3

- سنظل نحفر في الجدار....: انطلق الناس نحو الجدار حاملين معاولهم ولسان حالهم يقول : " سنظل نحفر حتى نفتح ثغرة للنور أو نموت على هذا الجدار".

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 4

- بالمطرقة على الستار الحديدي: تحتفل ألمانيا يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني بمرور ربع قرن على سقوط جدار برلين الذي مهد الطريق لإعادة توحيد ألمانيا وسقوط المعسكر الشيوعي.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 5

- قطع من الجدار: تلاميذ مدارس بعد أن نخروا في الجدار وأخذوا نصيبهم منه!

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 6

- تضامن بين الغرب والشرق: في ليلة التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني المئات من سكان برلين الشرقية يحاولون تسلق الجدار وسكان برلين الغربية يمدون لهم أيادي المساعدة من فوق جدار برلين الذي قسم المدينة لنحو 30 عاما.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 7

- الجدار في خبر كان: .. وتعانقت الجماهير من شرق ألمانيا وغربها عند بوابة براندنبورغ، ليحتفل الجميع بنهاية حقبة التقسيم.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 8

- الآلاف يشدون الرحال نحو الجدار: آلاف الألمان تهافتوا في مساء التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني على بوابة براندنبورغ في العاصمة برلين وتجمعوا أمام الجدار وفوقه.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 9

- أجواء احتفالية تلقائية: تجمع الألمان عند النقاط الحدودية التي كانت تفصل بين الشرق والغرب للاحتفال بسقوط جدار برلين وفتح الحدود بين شطري ألمانيا الشرقي والغربي.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 10

- بعد طول فراق...إستقبال بالأحضان والعناق: في هذا اليوم أختلطت دموع الفرحة بسقوط الجدار مع دموع فرحة لقاء الأحبة والأصدقاء بعد فراق قسري أستمر نحو ثلاثة عقود.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 11

- وبالجرافات أيضا: حرس حدود ألمانيا الشرقية يراقبون كيف تنخر الجرافات في الجدار لفتح منافذ أوسع تستوعب الجماهير المندفعة.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 12

- نحن الشعب: شباب وشابات من شطري برلين يجلسون على الجدار الذي كان قبل ساعات محرما عليهم الاقتراب منه.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 13

- تحية من القلب ياحارس الحدود السابقة: شرطة حدود ألمانيا الشرقية يراقبون تداعيات الأحداث المتسارعة، والجماهير في غمرة الفرح تمد لهم اليد مصافحة.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 14

لحظات تاريخية مؤثرة يوم سقوط جدار برلين

كانت بوابة براندنبورغ تقع مباشرة على الحدود بين برلين الشرقية والغربية. في ليلة سقوط الجدار، وقعت مشاهد عاطفية للغاية هناك ما بين مواطني ألمانيا الشرقية وحراس الحدود.

لحظات تاريخية مؤثرة يوم سقوط جدار برلين

دبابة وبهلوان.. هكذا اجتاز ألمان جدار برلين طلبا للحرية

في خضم الحرب الباردة، لجأت سلطات ألمانيا الشرقية، بدعم من الاتحاد السوفيتي، للفصل بين الجزأين الشرقي والغربي من برلين عن طريق إنشاء ما عرف بجدار برلين. وكان الجدار عبارة عن حاجز امتد لعشرات الأميال شيّد من الخرسانة، وجهّز بالأسلاك الشائكة واحتوى على أبراج مراقبة عديدة وسخّرت لتأمينه أعداد كبيرة من القوات وكلاب الحراسة.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 15
الجندي كونراد شومان أثناء هربه من برلين الشرقية

ولجأت ألمانيا الشرقية لإنشاء هذا الجدار لوقف عمليات هجرة سكانها نحو القسم الغربي من برلين القابع تحت سلطة ألمانيا الغربية المدعومة أميركيا. فما بين عامي 1949 و1961، فرّ ما لا يقل عن 3 ملايين نسمة من سكان ألمانيا الشرقية نحو جارتها الغربية عبر برلين المقسمة. ولتبرير عملية إنشاء الجدار، تحدث المعسكر الشرقي عن بناء حاجز لصد أنصار الفاشية المتربصين بألمانيا الشرقية قصد منعها من تحقيق إرادة الشعب بإنشاء جمهورية شيوعية.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 16
صورة لدبابات سوفيتية قرب نقطة تفتيش تشارلي التابعة لجدار برلين

وعلى الرغم من ظهور هذا الجدار، تواصلت محاولات فرار الألمان الشرقيين، إذ سجلت الفترة ما بين عامي 1961 و1989، تاريخ انهيار الجدار، أكثر من 100 ألف محاولة فرار كللت منها 5 آلاف بالنجاح.

- منازل حدودية

وفي خضم محاولات التنقل نحو الجزء الغربي من برلين، اعتمد الألمان الشرقيون العديد من الطرق. وقد كانت البداية بالتزامن مع فترة تشييد الجدار، إذ لجأ سكان ألمانيا الشرقية للمنازل الحدودية القريبة من الحاجز والتي كانت أبوابها ببرلين الشرقية، بينما أطلّت نوافذها وشرفاتها على برلين الغربية.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 17

وللتنقل بين جزأي المدينة اكتفى الألمان الشرقيون بالتوجه لهذه المنازل والقفز من أعلى أجزائها المطلة على برلين الغربية لتستقبلهم في الأسفل فرق الحماية المدنية التابعة لألمانيا الغربية، والتي لم تتردد بدورها في تسهيل عملية فرارهم.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 18
صورة لأحد سكان برلين الشرقية أثناء خروجه من النفق

أيضا، لم يمانع كثيرون في اعتماد طرق أخرى للفرار من ألمانيا الشرقية. فبينما لجأ البعض للركض بسرعة نحو الأسلاك الشائكة لاجتيازها مستغلين انشغال الحراس، عمد العديد من الألمان الشرقيين لحفر أنفاق مرت تحت الجدار وربطت بين جزأي برلين.

- "النفق"

وخلال العام 1962، مولت شبكة هيئة الإذاعة الوطنية الأميركية أن بي سي (NBC) بشكل سري عملية بناء أحد هذه الأنفاق خلال تصويرها لفيلم وثائقي حمل اسم "النفق". وعلى حسب مصادر تلك الفترة، ساعدت الشبكة الإعلامية الأميركية مجموعة طلاب من ألمانيا الغربية وعددا من اللاجئين الشرقيين لإنشاء هذا الخندق الذي ساهم في فرار 29 شخصا من ألمانيا الشرقية نحو الغربية، قبل أن يتفطن إليه أمن الدولة بألمانيا الشرقية المعروف بالشتازي (Stasi).

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 19

أيضا، تمكن طالب آخر من قيادة أهم عملية هروب بتاريخ جدار برلين، فعمد إلى حفر خندق مكّن خلال يومين فقط 57 فردا من التنقل بين برلين الشرقية والغربية. ومع اكتشافه لهذا النفق لجأ جهاز الشتازي لاستخدام أجهزة تنصت ومراقبة تحركات المواطنين قرب الجدار لمنع تكرار هذه الحادثة.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 20
صورة لأحد الخنادق الذي اعتمده أهالي برلين الشرقية للهرب

- جحيم ألمانيا الشرقية

من جهة ثانية، لجأ البعض لطرق مبتكرة لمغادرة جحيم ألمانيا الشرقية. فسنة 1963، أقدم البهلوان هورست كلاين (Horst Klein) على استغلال مهاراته في المشي على الحبال فعمد لاستخدام كابل توتر عالي متروك وغير مستخدم مر فوق الجدار ليمشي فوقه بطريقة بهلوانية وينزل ببرلين الغربية.

وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1961، قاد المهندس هاري ديترلينغ (Harry Deterling) ما سمي بقطار الحرية الأخير، فبدل التخفيف من سرعته عند اقترابه من حواجز الجدار، فضّل الأخير اعتماد السرعة القصوى لاختراق الحاجز والتوقف ببرلين الغربية حاملا معه 6 من أفراد عائلته إضافة لستة عشر مسافرا آخر.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 21
صورة لعدد من أهالي برلين الشرقية اثناء هربهم اعتمادا على المنازل الحدودية

وامتدت عمليات الفرار لتشمل جنود ألمانيا الشرقية. فخلال شهر أيار/مايو 1963، سرق الجندي فولفغانغ إنغلز (Wolfgang Engels) دبابة، واقتحم بها الجدار ليعلق في الأسلاك الشائكة. وعلى الرغم من استهدافه بوابل من الرصاص، نجح الأخير في بلوغ هدفه وفرّ لبرلين الشرقية.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 22
جنود تابعون لألمانيا الشرقية عند جدار برلين

- الموت في سبيل الحرية

أيضا، التقطت عدسات الكاميرا سنة 1961، حادثة هرب الجندي كونراد شومان (Konrad Schumann). فأثناء فترة الحراسة، ركض الأخير بسرعة وقفز فوق الأسلاك الشائكة ليجد نفسه في برلين الغربية.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 23
صورة لعملية تشييد أجزاء من جدار برلين

ومع نجاح كل هؤلاء في تحقيق حلمهم بالفرار من جحيم النظام الشيوعي بألمانيا الشرقية، قتل ما يزيد عن 100 شخص قرب الجدار أثناء سعيهم وراء الحرية. وبينما فارق البعض الحياة بسبب وقوعهم من أعلى المباني والأسلاك الشائكة، أحبط جنود ألمانيا الشرقية العديد من محاولات اجتياز الجدار عن طريق استهداف الفارين بوابل من الرصاص.

30 عاماً على سقوط جدار برلين .. كيف تغير العالم؟ صورة رقم 24