كشفت مصادر إعلامية محلية، عن تفاصيل وفاة الشاب الأردني محمود ملحم أثناء قضائه شهر العسل في إحدى المنتجعات في أندونيسيا، وذلك بعد أيام على زواجه. وذكرت المصادر أن وفاة محمود ملحم الذي يبلغ من العمر 28 سنة، جاءت بعد غرقه أثناء مشاركته في رحلة مغامرة بحرية قبل حوالي عشرين ساعة، وذلك خلال احتفاله بشهر العسل مع زوجته التي تزوجها رسميا قبل 14 يوما. وفق ما جرى إعلانه من قبل السلطات المختصة.

وكانت السلطات في أندونيسيا قد شددت من جهودها في سبيل البحث عن الشاب محمود ملحم الذي فقدت آثاره أثناء مشاركته في الرحلة، إلا انها عثرت لاحقا على جثته متوفيا نتيجة الغرق، قبل أن تقوم بإبلاغ السفارة الأردنية في البلاد بتفاصيل الواقعة.

وفي سياقٍ متصل، أصدرت السلطات الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية في الحكومة، بيانا أكدت فيها وفاة الشاب محمود ملحم غرقا وأنه جاري إتمام الاجراءات اللازمة من أجل دفنه في وطنه خلال الساعات القادمة، في وقت نعاه العشرات من النشطاء والأصدقاء وأفراد العائلة في مواقع التواصل الاجتماعي.

يشار إلى أن مثل هذه الحوادت التي تعرض لها محمود ملحم، تكررت في السنوات الأخيرة، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى ملائمة مثل هذه المنتجعات الخارجية لقضاء الرحلات العائلات وشهر العسل بعد الزواج.

وفي التفاصيل.. ففاجعة محمود وسجى اتفقا على جزيرة بالي الجميلة في إندونيسيا.. والتي هي الآن المقصد الأول للعرسان..!. بعد حفلة عرسهما بأيام ودع محمود ملحم الاهل مع عروسه سجى الدحادحة والدنيا لا تسعهما فرحا.. حياة جديدة تنتطرهما.. واحلام رسموها معا منذ التقت عيناهما قبل عمر.

ودعا الاهل على أمل لقائهما في البيت الصغير الذي جهزاه وزرعا في كل زاوية منه حكاية.. وضحكة.. وحتى خلاف على اللون او الديكور. وبعد رحلة طويلة متعبة وصلا الى الفندق وبانتظارهما برنامج حافل من المغامرات والرحلات البحرية. وهو الذي يعشق السباحة، دون ان يعلم أن عشقه للبحر سوف ينهي أنفاسه.

وكأي شاب ومن على شاطئ معروف في الجزيرة حمل محمود لوح السباحة كي يستمتع بركوب الأمواج القريبة من الشاطئ. لم يعلم أن إحدى تلك الموجات كانت تستعد لابتلاعه. كانت آخر كلمات عروسه له وهي تلتقط اخر صورة له: "انتبه حبيبي، ما تبعد كثير..". لكنه ابتعد الى مكان لا عودة منه.

مر الوقت وهي جالسة على الشاطيء تنتظره بدأت بالخوف والقلق خاصة أن الشاطئ بدا يخلو من الناس، اعتقدت انها واحدة من مزحاته وهو صاحب المقالب المعروف وفي داخلها قالت: "بتشوف شو راح اعمل!!". لكن الوقت يمر ومحمد لم يعد بعد. وقتها جفلت من الفكرة التي قفزت إلى عقلها واسرعت مفزوعة تبحث عن شرطي كي تبلغه غياب محمود.

تحول الموضوع بعدها إلى عملية بحث رسمية من قبل السلطات هناك وصارت الساعات تمر معجونة بالخوف والجنون.. هستيريا مرعبة أصابت العروس، تصيح بلا وعي: "وينك محمود.. لا تتركني.. انت قلتلي راح نضل لآخر العمر سوا..".

بعد 24 ساعة من اختفائه والبحث عنه وجدت جثة العريس الشاب وكان عليها ان تتعرف عليه. سقطت مغشيا عليها: "لااااا محمود.. كان البحر بانتطاره، لم يعلم انه وبقدر جماله وسحره.. هو أكبر غدار، هاجمته موجة مليئة برائحة الموت، سحبته إلى أسفل البحر.. واطبقت عليه، صاح: اتركيني ارجوكي.. عروسي تنتظرني ارجوكي... ارجوكي، ثم سكت للمرة الأخيرة..".

سجى ستعود إلى الأردن مع تابوت عريسها. بدلا من صندوق ذكريات وصور لشهر العسل! وستتلقى التعازي بزوجها بدلا من التهاني بزواجهما.. وستغلق بيتها الذي لم تسكنه بعد لان رائحة محمود في كل زاوية ستقتلها مليون مرة!.. ما اصعبها من فاجعة وما ابشعك يا موت.. تسرق منا الأحبة بلا موعد ولا تترك لنا فرصة للوداع.. الله يرحم العريس الشاب ويصبر قلب أهله وزوجته.