موقف انساني أشاد به الكثيرون فعله رجال شرطة أمريكيون حين شاهدوا سيدة تحاول سرقة الطعام من متجر تواجدوا به. فقد أمسك حارس الأمن في أحد متاجر مدينة نيويورك الأمريكية بسيدة كان تسرق طعام جاهز من البوفيه محاولة الخروج دون ان تدفع ثمنه. واحتجزها حارس الأمن بعد أن قام بتبليغ الشرطة وانتظر حضورهم لإلقاء القبض عليها.

لكن وللصدفة كان بعض رجال الشرطة يدخلون المتجر في هذه اللحظة بالفعل لشراء بعض الطعام والمشروبات الباردة للغذاء لأنفسهم. فاستوقفهم حارس الأمن وسرد لهم ما فعلت السيدة وأنه تحفظ عليها. فقرروا تقييم الموقف وفحص ما حدث، وطلبوا التحدث مع السيدة التي انفجرت بالبكاء وقالت لهم أنها جائعة.

وحين فتحوا حقيبتها رأوا أن لا نقود معها بالفعل وانه كل ما سرقته هو بعض الأطعمة "الساندويشات" الجاهزة التي تبلغ قيمتها 30 دولارا. فتأثر رجال الشرطة (وكانوا ثلاثة) وقرروا مساعدة السيدة وجمع ثمن الطعام الذي سرقته ودفعه بدلا عنها.

وفوجئ حارس المتجر بموقفهم فبدلا من إلقاء القبض عليها، تقوم الشرطة بدفع المبلغ... وقادهم الى الموظفة التي تعمل على صندوق الدفع وجمعوا من كل واحد منهم 10 دولارات ودفعوها بينما السيدة واقفة بقربهم تجهش بالبكاء. وتأثر جميع من كان بالمتجر وقتها ومنهم شخص يدعى بول بوسيموفسكي، ويعمل مخرجا تلفزيونيا، فالتقط صورة لرجال الشرطة وهو يدفعون المبلغ والمرأة واقفة تبكي بقربهم، ونشرها مشيدا بعملهم الإنساني.

وجذبت الصورة انتباه الكثير من وسائل الاعلام وقال بول في احدى المقابلات: "كانت لحظة جميلة جدا ومفعمة بالرحمة والانسانية، والسيدة كانت ممتنة للغاية". وحصلت الصورة على مئات آلاف اللايكات خلال ساعات وانتشرت في جميع أنحاء العالم.

اما رئيس شرطة نيويورك "يترانس موناهن" فقام بإعادة نشر الصورة وعلق قائلا: "نحن في حاجة للمزيد من رجال الشرطة كهؤلاء الثلاثة، من أصحاب القلوب الطيبة الذين يقومون بأفعال جيدة إنسانية مثل هؤلاء". وقامت شرطة نيويورك بإقامة حفل تكريم للثلاثة الذين قالوا بكل تواضع انهم لم يتوقعوا رد الفعل الكبير هذا، وأنهم سبق لهم ان قاموا بمثل هذه الأفعال ودفع ثمن طعام المتشردين الجائعين بدلا من اعتقالهم..