أقيم في ولاية أوديشا بشرق الهند نصب تذكاري لضحايا مطاردة النساء بزعم أنهن ساحرات، وقتلهن وأطفالهن ضمن معتقدات وخرافات لا تزال منتشرة في المجتمعات الفقيرة والقبلية في الهند. وتتعرض النساء للضرب والاعتداء وتجريدهن من ملابسهن ورميهن في الشارع أو في الآبار بعد وصفهن بأنهن ساحرات.. وتلتصق بهن التهمة لأشياء عديدة، مثل قلة الأمطار الموسمية او حادث مرض أو موت مفاجئ في القرية! وأحيانا يكفي شكل المرأة اذا كانت ملامحها غريبة لالصاق التهمة بها!.

ويحتوي النصب على تمثال لامرأة تحيط به لوحات تحمل أسماء 55 امرأة قُتلن بسبب الشكوك بأنهن "ساحرات". وتؤكد الشرطة أن هؤلاء النساء كن بريئات وضحايا، وأن هذا العدد هو جزء قليل فقط من الضحايا الحقيقيات لأنه لم يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات، ولهذا تمت اضافة لوحة لا تحمل اسم وهي مخصصة للضحية المجهولة أيضًا.

وفي عام 2013 ، استحدثت حكومة أوديشا قانونًا يحظر قتل النساء اللاتي يشتبه السكان في انهن ساحرات ، لكن الجمعيات الخيرية العاملة في هذه القضية تقول إنه لم يكن لها تأثير يذكر في القرى القبلية النائية.

ووفقًا للمكتب الوطني لسجلات الجريمة، كان هناك 134 حالة قتل مرتبطة بصيد الساحرات في عام 2016 ، حيث سجلت أوديشا معظم الحوادث بعد ولاية جارخاند المجاورة. ومن المؤسف أن هذه المشكلة لا تزال قائمة في القرن الحادي والعشرين كما قال جاي نارايان بانكاج ، مراقب الشرطة في مقاطعة كيونجار، الذي صمم النصب التذكاري.

وكان آخر حادث قتل تم الإعلان عنه هو حين ألقت السلطات الهندية القبض على 6 أشخاص ارتكبوا جريمة قتل سيدة زعموا أنها ساحرة، ترتل تعاويذ شريرة لإلحاق الضرر بأشخاص تكرههم. وقتلوا أيضا أطفالها الأربعة (أعمارهم من سنة واحدة الى 12 عاما). وكانت المرأة نائمة هي وأطفالها حين اقتحم القتلة البيت وضربوها وأطفالها بالهراوات والفؤوس ثم قاموا بإلقاء جثثهم في بئر، بزعم أنهم "سحرة" وا، المرأة تنتقم من اهل القرية بتعاويذ سحرية شريرة.

وتم القبض على المتهمين بتهمة القتل العمد وذلك بعد العثور على جثة الأم "مانغري موندا" وجثث أطفالها الأربعة في بئر قرب منزلهم بولاية أوريسا. وقال ضابط الشرطة إن المتهم الرئيس الذي تم اعتقاله زعم أنه "معالج للسحر"، وأنه من الذين يلاحقون السحرة في الهند، وبتم استهداف النساء بشكل أكبر.