أثار عرض خمس لوحات رسمها أدولف هتلر للبيع في مزاد في المانيا موجة غضب لأنها من مخلفات النازية وتذكاراتها التي ما زالت حية. والمعروف ان هتلر حاول احتراف الفن في وطنه الأصلي النمسا ولكنه كان فناناً فاشلا. ومن بين الأشياء المعروضة للبيع في المزاد منظر بحيرة جبلية بسعر 45 الف يورو وكرسي ذو ذراعين من الخيزران كان يملكه هتلر.

وشجب " اولريخ مالي" عمدة مدينة نورمبرغ التي تقع جنوبي ألمانيا، شجب بيع لوحات هتلر بوصفه عملا غير لائق "وبلا ذوق". وكانت دار فايدلر للمزاد قد قررت اقامة هذا المزاد الخاص في نورمبيرغ ، المدينة التي جرت فيها محاكمة مجرمي الحرب النازيين عام 1945. وتصدر نبأ المزاد العناوين الرئيسية بعد سحب عدة أعمال فنية للاشتباه بكونها مزيفة ودخول السلطات القضائية على الخط.

ويثير عرض أعمال فنية منسوبة الى هتلر احتجاجات عادة في المانيا لوجود مقتنين مستعدين ان يدفعوا اسعاراً باهظة من اجل شراء اعمال فنية ترتبط بماضي المانيا النازي. وقال شتيفان كلنغين من المعهد المركزي لتاريخ الفن في ميونيخ: "ان هناك تقليداً عريقاً لهذه التجارة بالتذكارات المرتبطة بالنازية". واشار كلنغين الى ارتفاع اسعار هذه النتاجات كلما تحدثت عنها وسائل الاعلام مؤكداً ان هذا امر يثير السخط.

ويمنع القانون الالماني عرض الرموز النازية علناً مع استثناءات تُمنح في سياقات تعليمية أو تاريخية مثلا. والتزاماً بهذا القانون عمدت دار المزاد الى تنقيط الصلبان المعقوفة على كرسي هتلر المصنوع من الخيزران وزهرية من خزف مايسن الشهير في فهرست المعرض مع تغطيتها على الموقع الالكتروني. ولكن اللوحات نفسها لا تحمل أي رموز كهذه.

ويرى الخبير كلنغين ان اسلوب هتلر كان "اسلوب هاوٍ طموح بإعتدال" ولكن نتاجه الفني لا يكون متميزاً إلا وضع بين مئات الآلاف من الأعمال المماثلة من تلك الفترة ، الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من أصالتها.

وأُزيلت 26 قطعة كانت في الأصل منشورة في فهرست المزاد بعد أن أُثيرت شكوك بأنها قد تكون مزيفة. وتمثل الرسوم المائية والتخطيطات واللوحات التي تحمل توقيع هتلر مشاهد من فيينا أو نورمبيرغ وحياة جامدة واجساد نسائية ، كما قالت دار المزاد.