مسلسلات رمضان
حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين
15/12/2018

لقي الراهب الروسي الشهير راسبوتين مصرعه في مثل هذا اليوم من عام 1916، بعد رحلة حياة مليئة بالتناقضات والصراعات والتناقض بين كونه "راهب" واسمه المرتبط بأفعال بذيئة، مما حيّر البعض بين أن يلقبونه بـ "الشيطان" أو الـ "ملاك".. راسبوتين تميز منذ طفولته بقدراته الخارقة على شفاء المرضى، وكان يستطيع مثلا أن يبرئ حصانا مريضا بمجرد لمسه، لكنه كان مدمنا للخمور ويمارس علاقات اباحية مع الكثير من النساء. كذلك اشتهر بسوء أخلاقه وسرقة الجياد، مما دفعه للهروب من قريته الصغيرة ولجأ إلى أحد الأديرة حيث أصبح بعد ذلك راهبًا.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 1

وُلد غريغوري راسبوتين في 22 يناير 1869، في قرية بوكروفسكوي في سيبيريا، وهي بلدة ريفية بسيطة، وفي سن الثلاثين كان زوجًا وأبًا لـ 4 أطفال، ثم هرب من قريته بسبب اتهامه بالسرقة. وتوجه الى أحد الأديرة واصبح راهبا ولازمه هذا اللقب طيلة حياته. بعدها تنقل في أماكن كثيرة في روسيا وخارجها، وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أو يبدل ملابسة لفترات بلغت عدة أشهر. وانتمي لطائفة متطرفة كانت لها طقوس غريبة غير مشروعة وبعضها يدخل ضمن الأفعال غير الأخلاقية.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 2

وفي عام 1903 وصل راسبوتين إلى سان بطرسبرج العاصمة الروسية وكانت الطبقة الارستقراطية مولعة بأعمال السحر والتنجيم، وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرًا مألوفًا. ووجد راسبوتين له أنصار بينهم وتصاعدت شهرته حتى جاء عام 1905 حينما التقى الإمبراطورة إلكسندرا فيودوروفونا، حيث أبهرها واقتنعت تمامًا بقدراته، حين استطاع بإعجاز أن يوقف المعاناة والنزيف الذي أصاب ابنها، أليكسيس نيكوليافبتش، وريث عرش روسيا، المريض بسيلان الدم "الهيموفيليا".

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 3

وتقول إحدى النظريات المتعلقة بقدرة راسبوتين على وقف النزيف الذي أصيب به أليكسيس، ابن القيصر، إنه استخدم التنويم المغناطيسي لإبطاء النبض، ومن ثم تقليل القوة التي تدفع الدم إلى الدوران في جسده. ولم يمض وقت طويل حتى أصبح راسبوتين مستشارًا شخصيًا للامبراطورة، والمؤتمن على أسرارها، يزورها في القصر بانتظام وتستشيره في كل أمورها. وتمتع راسبوتين بنفوذ واسع في بلاد القيصر خلال معظم سنوات عهد نيقولا الثاني ، وتمكّن من جلب المصائب على رأس كل من عارضه أو وقف في طريقه.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 4

بزغ نجم الراهب راسبوتين في سان بطرسبرغ، وبالمثل زاد عدد أعدائه، إذ رآه كثيرون خارج حدود البلاط يحيا حياة السُكر والعربدة، وغالبًا ما يكون بصحبة العاهرات، وحين علم مسؤولون سياسيون كبار بهذه الشائعات كلفوا شرطة سرية بتعقبه. تحالف الأعداء لاغتياله.

وفي ليلة السادس عشر من ديسمبر عام 1916م، دعا احد الامراء من أعداء راسبوتين،عا "الراهب" إلى قصره بحجة أن الأميرة إيرينا، التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ، تريد مقابلته، وقبل راسبوتين الدعوة. وجلس ينتظرها في غرفة جانبية وبانتظاره مائدة عامرة بأنواع الحلويات والفواكه، ولكنه لم يكن يعلم ان قوالب الكعك عامرة بمادة سيانيد البوتاسيوم السامة، وإذا فشلت المادة بقتله، فإن السم الموجود في الكؤوس سيتمّ المهمة.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 5

وبينما كان راسبوتين ينتظر ظهورها قدم رجل لراسبوتين قطعتين من الكعك وخمر مدسوس بهما سما مميتا، وشرب راسبوتين كأسين من الخمر المسمومة، ولم يظهر عليه أي أثر للتسمّم، بل إنّه شعر بالمزيد من الظمأ والتشوّق لرؤية الأميرة.

مضى الوقت ولم يحدث شيء أصيب المتآمر بالهلع لما بدا من حصانة راسبوتين ضد السم، فقرر الأمير مع المتآمرين إطلاق النار على الراهب، وهكذا نزل وهو يخفي مسدساً. وعندما انضم إلى الراهب طلب مزيداً من الخمر، وبعد أن شربها، نزع الأمير مسدسه، وأطلق النيران على راسبوتين الذي التفت فاستقرت الرصاصة في صدره. اتسعت عينا الراهب بشكل مرعب، وفتح فمه كما لو كان سيتكلم، سمع المتآمرين صوت الرصاص، واندفعوا إلى الغرفة، وهناك شاهدوا راسبوتين متمدداً دون حراك، والدم ينزف فوق السجادة، وبصعوبة بالغة ترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 6

بدأ الجميع يتخذون الترتيبات لنقل الجثة وجمع أغراض راسبوتين من معطف وقبعة، وذلك لإحراقها، وبالمصادفة فقط، انحنى أحد المتآمرين قريباً من الجثة، وإذ بالرعب يأخذ منه كل مأخذ، فقد فتح راسبوتين إحدى عينيه، ثم فتح العين الأخرى ونهض على قدميه محاولاً الانقضاض على ذلك المتآمر.

تمكّن الرجل من الإفلات، فأسرع هاربًا إلى الطابق العلوي لاستدعاء بقية المتآمرين، هنا انطلق راسبوتين إلى الحديقة وهو يهذي قائلاً: سوف أُخبر زوجة القيصر، وبصعوبة بالغة ترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر.

حدث في مثل هذا اليوم عام 1916: مصرع الراهب الفاجر راسبوتين صورة رقم 7

لحق أحد المتآمرين بالراهب في الجوار حيث كان الثلج يغطي المكان، وأطلق النيران ثانية على راسبوتين المترنح، فسقط راسبوتين وضربه المتامرين بهراوة وقيدوه، وركل المتآمر رأس الراهب الصريع، وقرر المتآمرون أن يلقوا بجسده في نهر نيفا المتجلّدة.