مسلسلات رمضان
ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي!
06/10/2018

تقول ليزا ابنة مؤسس شركة آبل ستيف جوبز: "كنت أشعر بالعار من أن هذا الشخص هو أبي. فمن الواضح أنني لم أكن مهمة كفاية بالنسبة لوالدي، ذلك الرجل العظيم كما يظنه الناس، ولكنه كان عظيماً لنفسه فقط". ولا تنسى يوم قال لها في طفولتها: "لن تحصلي على شيء. هل تفهمين؟ لا شيء"! أنكرها لسنوات وأحب عمله أكثر من عائلته، وفهمت ليزا برينان-جوبز لاحقاً أنه لم يُرد أن يفسدها بالمال، لكنّ ما فعله بها لم يكن أمراً هيناً عليها.

وكبرت ليزا وقررت أن تسرد قصتها وعلاقتها الغريبة مع والدها، ستيف جوبز. وهي تبلغ من العمر حالياً 40 عاماً، وتعيش في بروكلين رفقة زوجها بيل، وطفلها توماس، الذي أتم شهره الرابع. تشبه ليزا والدها بالشكل، وتحديداً في شيئين، وهما البشرة الفاتحة نفسها، بالإضافة إلى شكل الحواجب ذاته عندما كان صغيراً، وهو ما أكده والدها من قبل. وفي الوقت ذاته، تتحرك ليزا بالطريقة ذاتها التي يتحرك بها والدها عندما يشعر بالتوتر.

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 1
ليزا برينان-جوبز ابنة مؤسس شركة آبل ستيف جوبز

بات من المعروف نوعاً ما أن ستيف جوبز، الشريك المؤسس لشركة آبل Apple الشهيرة، الذي توفي قبل 8 سنوات بسبب سرطان البنكرياس، أنجب طفلته من حبيبته السابقة في المدرسة الثانوية، عندما كانا معاً في بداية العشرينيات من عمرهما. وبعد ذلك بسنوات قليلة، أصبح جوبز يجني ملايين الدولارات. لذلك، تمت مقاضاته لتحمُّل نفقات ابنته. وما زالت الأحداث حول هذه الفضيحة تتوالى.

وبالطبع، يزداد الاهتمام بليزا برينان-جوبز بسبب شهرة والدها، وخاصة عندما يرى أحدٌ شقتها الصغيرة، ذات الطوابق الثلاثة، التي تسكن فيها في حي بروكلين في نيويورك. ويتساءل من يراها مباشرة: أين ذهبت تركة والدها الكبيرة؟! . وعلى الرغم من سلوكها المرح، يرهقها الشعور بالمأساة التي عاشتها في بداية حياتها، حيث إن ستيف جوبز، أظهر لفترة طويلة جداً أنه لا يحبها، أو بمعنى أدق، لا يعترف بها كابنة له.

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 2

وتساءلت ليزا، "هل كنتُ طفلة قبيحة لتلك الدرجة؟! لقد سألته هذا السؤال بالفعل ذات مرة. وكنت أعرف أن هذا سؤال جانبي وعلى سبيل الفكاهة أيضاَ، أو ربما كان سؤالاً مناوراً، ولكنه ظل يتبادر إلى ذهني مرات ومرات؛ وذلك لأنه لم ينظر قط إلى ألبوم صوري عندما كنت طفلة صغيرة. وذات مرة، عندما أخرجت ألبوم الصور، نظر إليّ وسألني: من هذه التي في الصور؟ فأجبته: إنها أنا!".

حين أسس جوبز شركة آبل مع شريكه ستيف وزنياك، كانا يعملان على نماذج أولية لما يعرف الآن بنظام التشغيل، ماكنتوش. وبعبارة أخرى، لم يكن ستيف جوبز يخطط لأن يصبح أباً في تلك الفترة. وقد أطلق على أول نسخة فاشلة من الحاسوب، الذي طوره بنفسه، اسم "ليزا"، وظل بعد ذلك نحو 20 سنة يدّعي أن هذا الاسم كان مجرد صدفة. كان هذا النوع من الإنكار المثير للسخط، وفقاً لبرينان-جوبز، هو ما ميّز كل مرحلة من أبوة جوبز، وضمن ذلك إنكاره إياها.

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 3
ستيف جوبز مؤسس شركة آبل

وقد تجسدت العديد من أكثر المشاهد الصادمة بالكتاب في التصرفات القاسية التي يبدو أنها نابعة من صدمة جوبز اللامتناهية جراء حصوله على ابنة. وكان جوبز ينفجر في وجه برينان-جوبز، البالغة 9 سنوات، عند سؤالها عما إذا كان بإمكانها الحصول على سيارته بورش عند انتهائه منها، قائلاً "لن تحصلي على شيء. هل تفهمين؟ لا شيء. لن تحصلي على شيء".

وخلال فترة انتقالها للعيش معه وهي في سن المراهقة، لم يكن جوبز يصلح نظام التدفئة في غرفتها أو غسالة الصحون. كما كان يتأخر في دفع رسوم كلية ابنته بجامعة هارفارد، رافضاً دفع رسوم سنتها الأولى في إطار رد فعله على ما يتصوره من ازدراء منها. (وقد تدخَّل بعض الجيران الأغنياء الذين ربطتهم صداقة ببرينان ودفعوا رسوم الجامعة، ولم يسدد جوبز لهم قيمة ما دفعوه إلا بعد سنوات). كما فرض جوبز على برينان قواعد صارمة لتكون جزءاً من عائلته، حيث كان يجب عليها العودة باكراً إلى المنزل وعدم قضاء الكثير من الوقت مع والدتها (التي أزعجه طلبها الحصول على المال رغم ثروته) واحترام سلطته في المجمل.

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 4
ليزا مع والدتها كريسان برينن العام 1981 في ساراتوغا

وقالت ليزا إن بعض تصرفات والدها غير اللائقة تنبعث من حقيقة أنه كان صعب المراس. "كان صعب المراس حقاً، حيث من الصعب المبالغة في ذلك. لقد كنت أشعر بذلك، حتى وأنا في تلك السن، وكنت أبادر بالقول له: (يا إلهي، هل أنت بخير؟)".

لكنها استدركت سريعاً بالقول إنها لم تكن قَط تتمنى له الفشل في العمل. لقد كانت فقط تتمنى أن يكون مهتما بها وكانت تريد للعلاقة بينهما أن تكون عادية، حيث قالت: "لم يكن باستطاعتي أن أجعله يحنو علي مثلما يفعل بقية الآباء في أثناء وجودهم مع بناتهم. وبالطبع اعتقدت حينها أن سبب هذا الفشل هو أنا". لقد كانت تتمنى لو أنه علِم كيف يكون حاضرا قرب طفلته، حيث أوضحت جوبز أن "كل ما أرادته هو القرب والمرح وأن يُشعرني بالراحة، وأن يحبني وأن نتصرف بطريقة عادية، حيث يسألني: (كيف كان يومك؟)، ويستمع لي وأنا أتحدث. ولكنه في ذلك الوقت كان شاباً، وتعوّد على أضواء الشهرة، وكان الجميع يتوددون إليه؛ ولذلك لم يكن يعرف كيف كان عليه التصرف معي".

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 5
ليزا مع والدها ستيف في الثمانينات

واعترفت ليزا لأنها كانت تشعر بالغيرة من إخوتها الثلاثة غير الأشقاء، وهم أخ وأختان وُلدوا عندما كانت هي في سن المراهقة. وكانت تتساءل عما إذا كان والدها أكثر اهتماماً بهم، ولكن هذا الأمر أيضاً مستبعد، فقد كانت مقتنعة بأنه كان قليل الحضور في حياتهم، تماماً مثلما هو الأمر معها.

وكان سلوك ستيف في علاقته الحميمية مع زوجته غريباً؛ إذ كان يقبّل زوجة أبيها ويتلمس جسدها أمامها هي، ويمزح قائلاً إن ليزا ستكبر لتصبح راقصةَ اباحية. وتعترف ليزا بأنه كان من الصعب عليها تفهم هذه الأشياء أو تجنب الشعور بالحرج تجاهها..

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 6
ليزا في عرس والدها من لورين العام 1991

وتتمنى ليزا لو أنه تمكن من تجاوز مشاعره المختلطة وعقدة الذنب حول إنجابه إياها، في مرحلة مبكرة من علاقتهما. ولكن، بعد النزاع الذي حصل حول دفع مصاريف دخولها لجامعة هارفارد، مرَّت فترة خلال العقد الثالث من عمرها خيَّم عليها الصمت من الجانبين. ولكن عندما أصيب ستيف بالمرض، بدأت تفكر بشكل مختلف، حيث قالت: "لقد استغرقت وقتاً طويلاً؛ لأفهم أنه كان بصدد الموت. لم أتمكن من استيعاب الأمر تماماً، وفي النهاية قلت لنفسي إنه من الأفضل أن أسارع لأقول له بعض الأشياء الجميلة، رغم أنه قد لا يعيرني اهتماماً".

وقد قامت ليزا بشكره على صراحته وصدقه وصرحت بأن: "الأمر كان يشبه صبّ الماء على أرض يابسة. لقد كان يحاول إقناعي بأنه بذل كل جهده، أما أنا فلم أكن على وعي بأي تفاصيل خفية حول نشأته هو في طفولته، ولم أدرك أنه كان يتعامل معي بشكل منهجي. ورغم كل شيء، فإن واحداً من أصعب الأمور التي تدركها عندما تكون مريضاً هو أن الشيء الوحيد الذي تريده هو الوقت، ولكن هذا بالضبط هو الشيء الذي لم تعد تملكه. وهذا موقف لا أحد يريد أن يواجهه على سرير الموت".

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 7

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 8

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 9

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 10

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 11

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 12

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 13

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 14

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 15

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 16

 ابنة ستيف جوبز: كنت أشعر بالعار منه وكان يداعب زوجته أمامي! صورة رقم 17