أفلت أسقف مورموني كندي يدعى وينستن بليكمور، من عقوبة السجن حتى بعد أن ثبتت عليه تهمة تعدد الزوجات، اذ كان لديه 24 زوجة، انجب منهن 149 طفل أي بمعدل 6 أطفال من كل زوجة! وكان عمر بعض زوجاته حين اقترن بهم اقل من 15 عاما! واكتفت المحكمة العليا بمقاطعة كولومبيا في كندا، بالحكم عليه بالإقامة الجبرية لمدة 6 أشهر. أما صهره جيمس أولر وعمره 53 عاما، ولديه 5 زوجات، بينما لا يعرف عدد أبنائه بالتحديد، فقد حُكم عليه هو ايضا بالإقامة الجبرية لمدة 3 أشهر.

وقالت القاضية شيري اين دونيجين، برغم أن كلا الرجلين مجتهدان ويلتزمان بالقانون في المجالات الأخرى، إلا أنه لم يكن بالإمكان العفو عنهما، لأن أعمار بعض زوجاتهما تجاوزت 15 عاما فقط لحظة الزواج. وأضافت دونيجين: "أكد وينستن بليكمور، أن أي عقوبة لن تغير معتقداته الدينية، وأنه غير نادم وليس في نيته إعلان ندمه على ما فعل".

وخلال الجلسات قال الرجلان في شهادتهما أمام المحكمة، أنهما يعيشان حياة دينية مسيحية ويحافظان على التعاليم الدينية، وزعم بلاكمور، أن هذه الزيجات "سماوية". ومن الجدير بالذكر أن بليكمور، وصهره، كانا أسقفين في الماضي في إحدى الكنائس المورمونية، ويعيش بليكمور وأولر في "جماعة باونتفيل" التي تم تأسيسها عام 1946 وهي تضم اليوم نحو 1.5 ألف شخص من أنصار "تعدد الزوجات بلا حدود"، ويتميز ذلك المجتمع بالصغر والعزلة عن الناس، ويفضل السكان هناك عدم الأختلاط مع من حولهم، حيث يعيشون وفقا لتقاليد وقوانين خاصة تحكمهم.

وتؤمن الأسر بتلك المنطقة بنظام تعدد الأزواج، وأن والد بلاكمور، راي بلاكمور، كان لديه ست زوجات و 31 طفلاً، أما والدة وينستون، آنا ماي، فهى الزوجة الشرعية الأولى لأسرة بلاكمور، والوالدة القوية للعائلة، اما وينستون، فكان ابنها الخامس وتاسع أطفالها الثلاثة عشر. كما أن وينستن بلاكمور، هو ابن شقيق زعيم حزب الائتمان الاجتماعي السابق، جون هورن بلاكمور، الذي لم يكن يؤمن بمبدأ تعدد الزوجات.

الاسقف الكندي مع جزء من عائلته

وعلى مدى عقدين من الزمان كان بلاكمور الابن، الأسقف لكنيسة "يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة"، في منطقة كولومبيا البريطانية، وهى كنيسة مسيحية لها أكثر من 18 مليون عضو بالعالم، وتأسست عام 1830 على يد جوزيف سميث. وبعد صراع طويل على مقعد الأسقف في الكنيسة، نجح وارن جيفز، وهو واحد من أشهر أبناء العائلات فى المنطقة، في حسم الصراع وخطف البساط من تحت بلاكمور وتولى منصف الأسقف. وفي عام 2002، حرم رئيس الكنيسة وينستون، من الحصول على أية مناصب داخلها، وذلك بتهمة تعدد الزوجات الذي حُرم من قبل الكنيسة، إلا أن وينستون، رجع وأكد أنه ترك الكنيسة من تلقاء نفسه.

جيمس أولر

فيما تم القبض على وينستون، وصهره أولر، من قبل شرطة الخيالة الملكية الكندية، في يناير 2009، واتهمته بتعدد الزوجات. وأعادت الحكومة الإقليمية فتح القضية في عام 2014، حيث أكدت المحكمة العليا في كولومبيا البريطانية، أن تعدد الزوجات مخالف للقانون الدستوري للبلاد، وحاول محامو بلاكمور الاستئناف في القضية، والتي تم نقضها في مايو 2016، ثم بدأت محاكمة بلاكمور، بعد ذلك في أبريل 2017. وصدر الحكم أول امس.

وبحسب المصادر، تعود حيثيات تلك القصة إلى التسعينيات، حيث بدأت السلطات المحلية في "بريتيش كولومبيا" بكندا بالتحقيق مع الرجلين. وظلت القضية مستمرة إلى الآن حتى حكمت المحكمة العليا على الرجلان بالإقامة الجبرية لحين النظر في باقى الأدلة، ومن المنتظر أن تحدد المحكمة في وقت لاحق، المدة التي سيقضيانها في السجن، بينما يعتزم بيلكمور وصهره الطعن في حكم الإدانة الصادر بحقهما. وبموجب القانون الكندي فإن "تعدد الزوجات" جريمة تؤدي إلى عقوبة السجن، لمدة أقصاها خمس سنوات بتهمة انتهاك المادة 293 من القانون الجنائي لكندا.