مسلسلات رمضان
وزير إسرائيلي: انا اعدمت أبو جهاد برصاصة في راسه
29/12/2017

في برنامج تحقيقات شهير (الحقيقة) اعترف وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، بأنه أعدم القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، خلال عملية نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في تونس عام 1988. وكانت قد كشفت في الماضي معلومات كثيرة عن مشاركة يعلون مع رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك باغتيال الوزير لكن يعلون هذه المرة ألمح أنه أطلق النار على رأس أبو جهاد في إطار عملية سرية لاغتياله، عندما كان قائدا لوحدة كوماندوس "سيريت ماتكال".

كما ألمح يعلون خلال المقابلة أنه كان ضمن الفرقة التي نفذت عملية اغتيال جهاد الوزير في تونس، حيث تأكد بنفسه من مقتل أبو جهاد، حين صعد للطابق الثاني، حيث كان القائد الفلسطيني غارقا في دمائه، وللتأكد من أنه قد فارق الحياة، اقترب يعلون منه وأطلق رصاصة برأسه، بحسب أقواله في البرنامج، وهذا بالمناسبة ما أكدته ارملته انتصار الوزير ام جهاد في مقابلات إعلامية سابقة. وأشعلت تصريحات يعلون شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، بحيث أن تصريحاته تحولت لمثار جدل، وهناك من قارن ما قام به يعلون وما قام به الجندي القاتل، إليئور أزاريا، بعد إدانته بقتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالقتل غير المتعمد والسجن لمدة 18 شهرا. وتوجهت غالبية التغريدات ليعلون بالقول ما الفرق بين ما قمت به وبين ما قام به الجندي إزاريا؟

وقال يعلون في البرنامج المذكور "القصة بدأت في آذار/ مارس عام 1988 حينما كلف جهاز الموساد الاسرائيلي باغتيال أبو جهاد لكنه لم يتمكن لسنوات من تنفيذ المهمة، وعليه تم تحويل المهمة إلى الاستخبارات العسكرية، حيث تلقينا معلومات عن مكان وجوده". وواصل وصف سلسلة الأحداث، قائلا "للوصول للهدف كان علينا الإبحار لمدة اربعة أيام، حتى وصلنا لشواطئ تونس وانتظرنا ليكون أبو جهاد في منزله". وبعد أن دخلت الفرقة المكلفة بالعملية وأطلقت النار على أبو جهاد، ألمح يعلون أنه دخل وصعد إلى هناك وأطلق الرصاص على رأسه للتأكد من مقتله. وسئل يعلون خلال اللقاء: كانت هناك شهادة وإفادة من أحد أفراد المنزل، بعد أن أطلقوا النار على أبو جهاد، بأن ضابطا إسرائيليا كبيرا صعد وأطلق النار على رأسه وتأكد من موته… "هل أنت الرجل؟. فأجابه يعالون بابتسامة وبحركة تفيد بالإيجاب: "لقد مات".

وسبق أن سمحت الرقابة العسكرية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" برفع السرية عن المعلومات التي أدلى بها قائد القوات الخاصة (كوماندوز) ناحوم ليف عام 2012 التي تعد بمثابة إقرار من إسرائيل بمسؤوليتها عن تلك العملية التي اغتيل فيها أيضا حراس لأبو جهاد. وجرت عملية الاغتيال في منزل القيادي الفلسطيني في ضاحية سيدي بوسعيد شمال العاصمة التونسية في إطار خطة إسرائيلية لإخماد الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الأراضي المحتلة عام 1987 التي كان أبو جهاد موجهها الأعلى في الخارج.

وزير إسرائيلي: انا اعدمت أبو جهاد برصاصة في راسه صورة رقم 1

القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) مع الراحل ياسر عرفات

وذكر ليف الذي توفي في حادث سير قبل خمس سنوات أن أعضاء هذه القوة التي تتبع الوحدات الخاصة في قيادة الأركان الإسرائيلية كانوا 26 فردا، وانقسموا إلى قسمين بعد نزولهم من سفن وزوارق. وتوجه الفريق الأول الذي ضم ثمانية أفراد برئاسة ليف، إلى منزل أبو جهاد على متن سيارات، واقترب من المنزل مسافة 500 متر تقريبا. وللتمويه كان ليف مرفوقا بجندي متنكر في هيئة امرأة، وكان يخفي مسدسا مزودا بكاتم للصوت في علبة شوكولاته. كما كشف قائد القوات الخاصة الإسرائيلية أنه قتل بالرصاص بداية أحد حراس أبو جهاد أثناء نومه في سيارة خارج منزل الوزير، ثم اقتحمت مجموعة ثانية المنزل. وبعد دخوله قتلت هذه المجموعة حارسا ثانيا لدى استيقاظه ومحاولته إطلاق النار على المقتحمين، كما قتلت العامل المكلف بالحديقة الذي كان نائما في سرداب الفيلا. وفي روايته لعملية الاغتيال – التي شارك يعلون بها تحدث ليف عن ظهور زوجة أبو جهاد أثناء إطلاق النار عليه، وقال إن القيادي الراحل كان "على ما يبدو" يحمل مسدسا.

وزير إسرائيلي: انا اعدمت أبو جهاد برصاصة في راسه صورة رقم 2

وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون

يشار إلى أن المناضل الراحل أبو جهاد (1935-1988) كان واحداً من أهم قيادات حركة فتح وجناحها المسلح، وشارك الزعيم ياسر عرفات في تأسيس الحركة قي عام 1963، كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال في منطقة الجليل الأعلى. وتولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة بعد نكبة 1948. وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 1976-1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وقد تقلد العديد من المناصب خلال حياته، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة. كما إنه يعتبر أحد مهندسي الانتفاضة الأولى وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.