مسلسلات رمضان
عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع!
16/12/2017

كان عمر "روبين" 13 عامًا حين علم بأنه طفل متبنى، وأنهم عثروا عليه رضيعًا بداخل صندوق في اخد شوارع لندن! وقضى روبين كينج (عمره الآن 74 عامًا)، معظم سنوات عمره يبحث عن اهله الحقيقيين ليفهم لماذا تركوه في الصندوق. وبفضل تحليل الحمض النووي والبحث في الانترنت بمساعدة ابنته، توصل أخيرًا إلى معرفة الحقيقة الغريبة.

يقول روبين انه حين كان عمره 13 عاما، عثر على بعض المستندات في حقيبة في منزل من كان يعتقد انهما والداه، وكانت صدمته كبيرة حين علم انهما تبنياه! فهرب من منزله، واصطحب معه أحد الأصدقاء، وذهبا بالدراجة من لندن إلى ساوثند، وقضيا ليلتهما في خيمة لغاية ان عثرت عليهما الشرطة.

كان الزوجان فريد وإلزي كينج قد تبنيا الطفل "روبين" في منطقة فقيرة تقع في وولويتش جنوبي لندن، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ويتذكره روبين حينما كان طفلا كيف كان يلعب في مناطق قنابل وكانت أمه تغسل ملابس الأثرياء في تشارلتون. تزوج روبين في العشرينيات من عمره وأنجب طفلتين وعمل مخططًا للمدن ثم مهندسًا معماريًا. وتابع: "لولا عائلتي لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن، أحب ابنتيّ جدا، فهما الوحيدتان اللتان يربطني بهما رابط حيوي". تقدم "روبين" بعد سنوات بطلب لاستخراج جواز سفر للعمل، واستدعاه مسؤول في مكتب الجوازات وأبلغه أنباء أدهشته، وقال "روبين": "سألني عن عمري، بعدها قال لي الرجل (لا أعتقد أنك ستنزعج كثيرًا عندما تعلم أنهم عثروا عليك في متجر بيتر روبينسون في لندن)".

كان ذلك بداية لتسلسل الأحداث ومعرفة لماذا أطلق عليه اسمان: "روبين" و"بيتر"، فاسمه مشتق من اسم المتجر!وحين كان في الخمسينيات من عمره ذهب مع ابنته "ميشيلا" إلى هيئة محفوظات العاصمة لندن للبحث عن سجل تبنيه الكامل، ويقول ملفه إن أسرة "كينج" تبنته عندما كان يبلغ من العمر 4 سنوات ونصف، وأنهما أعربا عن شكرهما للسلطات التي أعطتهما "هذا الصبي الجميل"، لكن لا يوجد أي دليل يشير إلى سبب تركه في الصندوق.

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 1

صورة لروبين في طفولته عندما كان 13 عاما وصورته الان

وقررت "لورين"، ابنة "روبين"، مواصلة البحث، وعلى مدار 20 عامًا كتبت إلى برامج تلفزيونية اعتقادًا منها أن ذلك قد يثمر عن لم شمل العائلة دون جدوى. وبحثت في أرشيف المكتبات عن أي ذكر للواقعة في الصحف القديمة، وراسلت أصحاب متجر بيتر روبينسون، دون فائدة. ثم اتصلت "لورين" العام الماضي بخبيرة في تتبع صلة القرابة تدعى كات وايتاواي، وشرحت لها حالة والدها، وبعد أسابيع قالت لها إنها التقت شخصًا تعتقد أن بإمكانه تقديم المساعدة، وهي خبيرة الحمض النووي جوليا بيل".

أخذت "جوليا" حالة "روبين" وأرسلت عينات من لعابه إلى ثلاثة مراكز للحمض النووي بغية إجراء الفحوص اللازمة. ثم جاءت أنباء مثيرة من أحد مراكز الفحص، وأظهرت نتائج عينة اللعاب وجود تطابق حمض نووي مع شخص ما، قال "لورين": "اسمها ماريا في نيويورك، واعتقدت أننا توصلنا إلى الحقيقة". لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة، أظهرت نتائج الفحص وجود تطابق في الحمض النووي بنسبة تصل إلى نحو واحد في المئة بين "ماريا" و"روبين"، وهو ما قد يجعلهما قريبة من الدرجة الثانية أو الثالثة.

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 2

روبين ووالديه اللذين تبنوه

قالت "جوليا": "اتصلنا بماريا ووافقت على التعاون معنا لتحديد شجرة العائلة. وأظهرت نتائج الفحص في مركز آخر يدعى "أنسيستري" وجود رابط قوي بين "روبين" وبعض السمات الاسكتلندية أو الأيرلندية التي قد تساعد في التوصل إلى معلومات. وتوصلت الأطراف بعد عام من التجربة والخطأ إلى سيدة تدعى "أجن"، ولدت في اسكتلندا وتوفيت في كندا.

أردفت "لورين": "تولّد لدي حدس قوي بأنها ربما تكون جدتي.. عثرنا على رقم هاتف ابن السيدة (أجن) واسمه (جرانت)، واتصلنا به في يوم من أيام السبت.. شرحت له أني أبحث من جديد عن شجرة عائلة والدي وجميع التفاصيل". وأضافت: "قال لي إن ذلك غريبًا جدًا لأن والدته عندما أصيبت بمرض ألزهايمر، تحدثت كما لو كان لها طفل آخر وكانت تتحدث معه على أنه هذا الطفل". وافق "جرانت" على إجراء فحوص الحمض النووي التي أرسلتها "جوليا" إلى كندا، وأظهرت النتائج أن "جرانت" شقيق بالفعل لـ"روبين"، وهو ما يعني أنهما يشتركان في كلا الأبوين.

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 3

والدي روبين الحقيقين

قالت "لورين": " بكيت عندما قالت لي (جوليا) ذلك. لم أصدق"، وشرح "جرانت" أن الأبوين هما "دوجلاس" و"أجن"، كان "دوجلاس" في سلاح الجو الكندي الملكي، والتقى "أجن" وتزوجها في جلاسكو، وانتقل الزوجان إلى كندا بعد انتهاء الحرب، وأصبح "دوجلاس" طبيبًا نفسيًا، وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال آخرين، "كارين" بعد 14 عاما من ولادة "روبين" و"جرانت"، وابنة أخرى تدعى "بيجي". توفي تاتب دوجلاس جونز في عام 1975، وتوفيت "أجن" عام 2014، وقال "روبين": "أشعر كما لو كانت فرصة وضاعت، كان ينبغي أن أذهب للقائهما قدر الإمكان.. أتفهم صعوبة مواجهة (أجن) و(دوجلاس) ظروف الحرب ومعهما طفل رضيع في أولى سنوات زواجهما.. لكني لا أتفهم كيف يمكنهما ترك طفل في وسط لندن، وهو مكان خطير في ذلك الوقت".

زارت "كارين"، شقيقة "روبين"، شقيقها قبل أشهر، وقالت له إن والديهما ذكرا أنه كان لديهما طفل آخر ومات بعد ولادته، وعثرت "لورين" على "بريان"، أخ غير شقيق لـ"أجن"، يعيش في اسكتلندا، الذي سمع قصة مختلفة تقول إن "أجن" أنجبت طفلاً أعطته لزوجين في سلاح الجو للتبني حُرما من الإنجاب. وتساءلت "لورين" إذا كانت "أجن" ترغب في مخالفة القانون بترك ابنها في الشارع، كان بإمكانها أن تنجب في منزلها منعا لتسجيل الطفل رسميًا.

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 4

روبين وابنته لورين

أخيرًا توصل "روبين" و"لورين" إلى أسرتهما، لكنهما مازالا يبحثان عن شخص آخر يستطيع أن يخبرهما عن تفاصيل اليوم الذي ترك فيه "روبين" في شوارع لندن، ليتصلا الاثنان ببرنامج إذاعي وطلبتا المساعدة وقالت "لورين": "اعتقد أن شخصًا ربما يكون لديه قصة بشأن العثور على طفل رضيع في لندن خلال الحرب.. وسعت دائرة البحث ولكني لم أحصل على أي شئ".

وتم التوصل عن طريق البرنامج الى تريفور هيل، وعمره الآن 92 عامًا وقال انه يتذكر العثور على طفل رضيع قرب مكان عمله، وقت الحرب ملفوفًا في بطانية داخل صندوق أمام مدخل المبنى قال: "كنت أعمل في 200 شارع أكسفورد وأتذكر الطفل في الصندوق.. عندما رأيت الصندوق انزعجت قليلاً، إذ لم يكن مسموح لنا بترك متعلقات أو أي شئ آخر قريبًا من المكان لدواع أمنية.. ذهب اثنان من رجال الأمن لفحص الصندوق، وعثرا على طفل بداخله.. أعتقد أنهما أخذاه إلى المقصف بحثًا عن زجاجات لبن، ربما لم تكن موجودة هناك.. اعتقدنا وقتها أن منزل الطفل ربما أصيب في قصف جوي وتركته أمه في حالة يأس، فكل ذلك وقت الحرب".

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 5

روبين وشقيقته كارين

التقى "روبين" و"تريفور" مؤخرًا على مقربة من الموقع الذي شهد الواقعة قبل 74 عامًا، والذي أصبح حاليًا فرعًا من فروع متاجر "أوربان"، وقال "روبين": "يا لها من تجربة مؤثرة للغاية أن تعثر على شخص شاهدني في بداية حياتي"، قبل أن يتفق الطرفان على تبادل بطاقات احتفالات عيد الميلاد هذا العام.

ومازال "روبين" لم يقرر بعض أي تاريخ ميلاد يستخدمه في المستقبل، لكنه لا يعتزم تغيير اسمه إلى بريان دوجلاس جونز، وفيما يتعلق بجنسيته فقد اعتاد فكرة أنه ليس إنجليزيًا كما كان يفترض دائما، لكنه نصف اسكتلندي ونصف كندي، وختم: "أنا سعيد بأني سلكت هذا الطريق.. كم هو رائع ما فعلته (لورين) من خلال التجربة والخطأ، لكن مازالت توجد بعض الأشياء التي لن أعرفها إطلاقًا عن أيامي الماضية".

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 6

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 7

عجوز يعرف هوية والديه بعد 74 عاما: ألقوه طفلاً في صندوق في الشارع! صورة رقم 8