تجبر ويلات الحرب القادة على استخدام ذكائهم وتنفيذ مقولة الحرب خدعة للتفوق على العدو، واهم ما في الخدعة ربما هو عنصر المفاجأة! وأحيانا تكون تلك الخدعة هي القشة التي يتعلق بها الغريق وتتحول إلى معجزة وتنقذه بالفعل، وتستعرض السطور التالية أغرب الخدع التي استخدمت في الحروب.
1- أفيون الجنود الأتراك:
وقعت معركة حملة سيناء وفلسطين بين الجانب البريطاني والقوات العثمانية ضمن أحداث الحرب العالمية الأولى وكان البريطانيون يلقون عبوات السجائر على جنود العثمانيين وبعض المواد الأخرى لردعهم عن القتال لكنهم لم ينجحوا في ذلك واعتادوا أيضا البحث عن تلك العلب لذلك استغل البريطانيون الأمر ووضعوا الأفيون في العلب وألقوها على بلدة بئر السبع مما جعل القوات العثمانية غير قادرة على التحرك وفاز البريطانيون بالمعركة.
2- سفن "Q" في الحرب العالمية الأولى:
حازت السفن الألمانية "U" على سمعة سيئة وعرفت بخطورتها خاصة على أسطول المتحالف الذي يمد أمريكا وكندا بالإمدادات وللتخلص من خطرها ابتكر البريطانيون السفن "Q" والتي كانت أصغر حجما من السفن العادية والتي كان يصعب على السفن الألمانية التصويب عليها، واعتقد البريطانيون أنه بالمزيد من التسليح يمكنهم قلب المعركة لصالحهم، واعتمدوا أيضا على تأليف مسرحيات وتغيير ملابسهم كأنهم في رحلة تجارية وليسوا جنود حرب لتشويش التجسس الألماني، وعندما كانت تقترب السفينة من السفينة الألمانية كان نصف الجنود يمثلون إصابتهم بالذعر بينما يسدد البقية نحو السفينة لتدميرها ونجحت الحيلة في أيامها الأولى لكنها سرعان ما انكشفت.
3- الحيوانات والحرب العالمية الأولى:
كما استخدمت الأشجار كأداة للتجسس على العدو في الحرب العالمية الأولى واستخدمت أيضا الأحصنة المزيفة المجوفة من الداخل والتي كانت تلقى وسط أخرى ميتة لتضليل العدو والتجسس عليه، كما درب جنود البحرية كلاب البحر على الكشف عن وجود غواصات العدو؛ حيث كانوا يظهرون الغواصات لهم في موعد الطعام مما كان يدفعهم للظهور للسطح، ليقوموا بذلك عند مشاهدة غواصات العدو تقترب ظنا منهم أنه وقت الطعام، لكن تلك الطريقة فشلت لعدم السيطرة على جميع كلاب البحر الموجودة بالقرب من الساحل البريطاني.
4- خدعة السوفييت للنازيين:
أقنعت القيادة السوفيتية القيادة النازية بإرسال الإمدادات لهم لمدة عام كامل وبشكل منتظم وهو ما عرف بعملية "شيرهورن"؛ حيث تمكنوا من إقناع النازيين بأن قوة مكونة من 2500 جندي ألماني محاصرين خلف خطوط العدو، وأجبر المقدم الألماني هاينريش شيرهورن، الذي كان أسير حرب آنذاك على المشاركة في الخدعة بالاتصال ببرلين وتوضيح الوضع ثم طلب المساعدة. اضطرت ألمانيا إلى إرسال المساعدات جوا بعد فشل قوات الكوماندوز في الوصول للقوة المزعومة؛ حيث كان يلقى القبض عليهم كلما اقتربوا من المنطقة، وفي أحلك أوقات الشدائد لم تتوقف ألمانيا عن إمداد قوتهم المحاصرة حتى أنهم منحوا لشيرهورن أعلى وسام بالجيش الألماني ظنا منهم أنه صامدا.
5- التنين الأصلي النائم:
قاد الجنرال "جوكيه ليانج" المعروف بلقب "التنين النائم" في القرن الثالث قواته بينما تقطعت بهم السبل دون أن تكون هناك فرصة للتراجع، مع محاصرتهم من جنود العدو الذين وصل عددهم إلى 100 ألف مقاتل، فأمر 100 من جنوده بفتح أبواب المدينة التي يحتمون بها ثم يختبئون، ثم صعد لأعلى نقطة واضحة بالجدار مرتديا ردائه المطوي وبينما يشعل البخور ويلهو قليلا ارتاب قائد الجيش مما يحدث وظن أنه أعد لهم مكيدة وفخا قويا لذا أمر جنوده بالتراجع على الفور.
6- خدعة بلجراد:
ترأس النقيب الألماني "فريتز كلينجنبيرج" خلال الحرب العالمية الأولى فرقة الدراجات النارية المكلفة بجمع المعلومات من قبل الجيش فقرر النقيب البالغ من العمر 26 عاما عندما اقترب من العاصمة اليوغسلافية "بلجراد" عبور نهر الدانوب مع ستة من رجاله، وبالفعل دخلوا العاصمة دون أي معارضة وأنقذوا سائحا ألمانيا كان مقرر إعدامه، وأمر رجاله بالقيام بدوريات بسياراتهم بعد فرار معظم المسئولين الصرب، ثم هدد عمدة البلدة بأن القوات الألمانية ستهاجم برا وجوا ومع شك الرجل في كلمات النقيب مرت طائرات مراقبة مما اضطره إلى الاستسلام وعندما أذيع خبر السيطرة على العاصمة لم يصدق الألمان أنفسهم الأمر في أوله، وظنوا أن النقيب أمسك به وعذب كي يوقع بالجيش، لكنه تمكن من أسر 1300 جندي والسيطرة على 200 ألف مدنيا دون إطلاق رصاصة واحدة.
7- خوف الرومان من الأشجار:
أمر الإمبراطور الروماني دوميتيان الجنرال كورنيليوس فوسك بمهاجمة داقية، لكن الداقيين أعدوا فخا للرومان بقيادة الملك ديسيبالوس، في ممر ضيق بجبل تابي وحصلوا على ما معهم من أسلحة كغنائم حرب، مما اضطر الملك دوميتيان جنرلا آخر للسيطرة على العاصمة التي تقع أعلى الجبل، وبالرغم من ذلك عادت القوات الرومانية مهزومة بخسائر فادحة لأن الملك ديسيبالوس أمر بقطع الأشجار وإرتدائها ليعتقد الرومان أن جيشه تلقى تعزيزات خارجية.
8- الأشجار الوهمية بالحرب العالمية الأولى:
كانت الحرب العالمية الأولى من أصعب الحروب التي وجد خلالها الطرفان صعوبة في معرفة ما يفعله الآخر لكن الفرنسيين لجأوا لحيلة ماكرة لتجسس على العدو مستخدمين جذوع الأشجار. فكانوا يختارون أقرب مكان من العدو ويبدأون عملية واسعة من التصوير والقياس والرسم في سرية تامة ثم ينتقلون إلى معاملهم لتصميم أشجار معدنية من الداخل وتحمل كل صفات أشجار المنطقة، مع إضافة عدد من الثقوب الدقيقة التي تمكن الجندي بداخلها من التجسس على العدو، وتحت ستار الظلام كانوا ينقلون الشجرة المزيفة مكان الأخرى الحقيقية.
9- الجزيرة الهولندية العائمة:
عانت قوة مختلطة من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والهولندية وأيضا الأسترالية في السابع والعشرين من فبراير عام 1942 بالحرب العالمية الثانية، من هزيمة ساحقة على يد اليابانيين وهو ما سجل تاريخيا بمعركة بحر جاوة ونتيجة واستمرت القوات اليابانية لعدة أيام متتالية تقصف البحر بحثا عن الحلفاء المتراجعين. كانت سفينة الهولندي "هولنمس أبراهام" إحدى تلك السفن التي تقطعت بها السبل في البحر وهى ليست سوى كاسحة ألغام بطيئة الحركة وكان الأمل الوحيد لنجاتها هو وصولها إلى أستراليا وهو الأمر الذي صعبه التفوق الجوي الياباني، فلجأ طاقم السفينة وعددهم 45 رجلا إلى حيلة مدهشة، فرسو بالقرب من جزيرة إندونيسية، وقطعوا عدد كبير من أشجارها ووضعوها أعلى كاسحة الألغام لتبدو وكأنها قطعة من غابة واستمروا متسترين بالقرب من الجزيرة حتى أتى الليل ليتحركوا تحت ستاره، واستمروا على ذلك لمدة 8 أيام حتى وصلوا بأمان إلى أستراليا.