تمكنت مذيعة تلفزيون اسرائيل (لوسي هريش) وهي من عرب ال 48، ان تشعل غضب فلسطيني وصهيوني في نفس الوقت لانها اوقدت شعلة استقلال اسرائيل. الفلسطينيون من الداخل (عرب ال 48) ومن خارج حدود اسرائيل غضبوا منها جدا لانها شاركت في الاحتفال بذكرى هي نكبة لشعبها الفلسطيني، والصهاينة غضبوا منها لأنها كما قالوا "ليست صهيونية، وغير مخلصة لإسرائيل". اما لوسي هريش والبالغ عمرها34 سنة، فقد توقعت الهجوم عليها من الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء وقالت إن مشاركتها في الاحتفالات هي رسالة منها لرئيس الدولة نتنياهو قائلة له: أنا هنا! سأوقد الشعلة وأحملها، سواء أعجبك ذلك أم لا.. ولن أرحل لأي مكان..

وهكذا وربما لأول مرة ومن حيث لا تدري، وحّدت لويس هريش مشاعر الإسرائيليين والفلسطينيين معا، حين اوقدت الشعلة ودموع التأثر في عينيها وهي تقول: المجد لدولة إسرائيل.. ورفض الكثيرون من الجانبين الفلسطيني والصهيوني ما قامت به إلى درجة شعورهم (ولسببين مختلفين كليا) بغيظ مشترك في نفوسهم.. منها وبسببها.

اوقدت الشعلة ودموع التأثر في عينيها وهي تقول: المجد لدولة إسرائيل

لإسرائيليون عبّروا عن غضبهم من مشاركة لوسي هريش، المولودة في مدينة "ديمونا" بالجنوب الإسرائيلي، باحتفالات أطلقتها إسرائيل لمناسبة مرور 67 سنة على "استقلالها" عبر حملها أمس الأربعاء لشعلة أوقدت نارها هي بالذات، وهو حلم "لا يستحقه إلا من قام بعمل مميز لإسرائيل"، بحسب ما تذكر الصحافة الاسرائيلية، لأنه يكسبه مكانة واحتراماً، فواحد من 13 تم اختيارهم لحمل المشاعل معها هو البريغادير احتياط داني غولد، رئيس طاقم تطوير منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ.

لوسي: لا يمكن أن يحرّض رئيس الحكومة ضدّ 20% من مواطنيه

أما غضب الفلسطينيين فبديهي ومعروف، وهو مشاركة فتاة منهم بأكبر مناسبة سنوية تبهج ألد الأعداء، لأن "الاستقلال" الإسرائيلي أكبر نكبة حلت في العصر الحديث بالعرب، إضافة إلى أن لوسي هريش المذيعة في محطة دولية أسستها إسرائيل في 2013 وتبث بالإنجليزية والعربية والفرنسية، كما في القناة الثانية الإسرائيلية، بكت على الشاشة، من إهانة كبيرة وجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أكثر من خمس سكان إسرائيل في 17 مارس الماضي.

غضب الفلسطينيين بديهي ومعروف، وهو مشاركة فتاة منهم بأكبر مناسبة سنوية تبهج ألد الأعداء

في ذلك اليوم الذي جرت فيه الانتخابات العامة، شحن نتنياهو الإسرائيليين بخوف حملهم على الإسراع للتصويت لحزبه "الليكود" حين صرح بأن "العرب يتدفّقون إلى صناديق الاقتراع"، وفي الليلة نفسها بكت هريش قائلة: "لا يمكن أن يحرّض رئيس الحكومة ضدّ 20% من مواطنيه"، مشيرة إلى نسبة اتضح من معطيات دائرة الإحصاء في تل أبيب عشية الاحتفال أمس الأربعاء بتأسيس إسرائيل أنها 20.7 % وتمثل مليونا و730 ألفا، فيما اليهود 6 ملايين و251 ألف نسمة، والباقي من ديانات أخرى.

لوسي مقدمة النشرة الرئيسية بقناة اسرائيلية دولية

لوسي هريش التي ما زالت عزباء، هي مقدمة النشرة الرئيسية بقناة اسرائيلية دولية، والمديرة المسؤولة عن نشرتيها الإنجليزية والعربية، ودخلت الحقل الإعلامي منذ أكثر من 10 أعوام، ودرست المسرح والعلوم السياسية في "الجامعة العبرية" بالقدس المحتلة، والإعلام بتل أبيب، وشاركت في 4 أفلام إسرائيلية وخامس هوليوودي عنوانه war world Z إنتاج وبطولة الممثل الأميركي براد بيت كما قالت العربية.

لوسي تقول إن مشاركتها بالاحتفالات هي رسالة منها لنتنياهو

وكانت احتفالات "الاستقلال" الإسرائيلي، على حد ما نشر موقع "إسرائيل اليوم" العبري، بدأت ليل أمس الأربعاء بمراسم إيقاد الشعل على جبل "هرتزل" في القدس المحتلة، حيث تجمع الآلاف حول قبر مؤسس الصهيونية، استعداداً لمتابعة الاحتفال اليوم الخميس على الجبل نفسه، حيث نرى لوسي هريش في الفيديو توقد النار في شعلة تحملها، وتتحدث بصوت متهدج ودموع التأثر في عينيها، وتقول عبارة تقليدية يكررونها كل عام: "المجد لدولة إسرائيل"، وفقاً لما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" في مقابلة أجرتها معها.

تمكنت ان تشعل غضب فلسطيني وصهيوني في نفس الوقت

في المقابلة حاولت لوسي هريش استباق الغضب الفلسطيني عليها ما أمكن، بقولها إن مشاركتها بالاحتفالات هي رسالة منها لنتنياهو، وملخصها: "أنا هنا. سأوقد الشعلة وأحملها (..) سواء أعجبك ذلك أم لا، ولن أرحل لأي مكان"، وهي ما قالته أيضا لزعيم الغاضبين الإسرائيليين من مشاركتها، وهو رئيس تنظيم "لهافا" بينتسي غوبشتين، الناشط في "منع الاختلاط" مع الفلسطينيين وإزاحة العرب عن الساحة الجماهيرية بإسرائيل، فقد ذكر أنها "ليست صهيونية، وغير مخلصة لإسرائيل، وعلينا أن نشعر بالأسى لاختيارها"، على حد تعبيره.

لوسي: أقول لمن يعتقد أني قد أرحل، أنا هنا لكي أبقى. لن أرحل إلى أي مكان

وكان بينتسي ذكر عبارات أمضى وأمرّ على مسمع لوسي هريش شخصيا، وقالها لها حين حل وقت الحرب على غزة ضيفا في برنامجها الصيف الماضي، وصرخ في وجهها: "كل عربي يبتهج عندما يسقط يهودي قتيلا (..) هذه دولتي اليهودية، ليس لك أن تكوني هنا" فردت لوسي بما وجهته قبل شهر لنتنياهو: "أقول لمن يعتقد أني قد أرحل، أنا هنا لكي أبقى. لن أرحل إلى أي مكان".

الصور من facbook