يقدم أحد المساجد في شمال العراق حافزا إضافيا للمصلين كي يستيقظوا لأداء صلاة الفجر.. ألا وهو التدريبات الرياضية. فعقب أداء الصلاة مباشرة ، يصطف عشرات الرجال لأداء تدريبات رياضية في داخل مسجد بهشت (الجنة) في مدينة حلبجة الكردية، التي اشتهرت بأنها كانت هدفا لهجوم كيميائي عام 1988.

ويوضح مهربان محمد سعيد إمام المسجد أن فكرة التدريبات الرياضية، التي تنظم مرتين أسبوعيا، تستهدف تحسين اللياقة البدنية للمصلين وبالتالي صحتهم لاسيما كبار السن. ويشارك في التدريبات بالمسجد يومي الاثنين والأربعاء، المخصصين لها، بين 35 و40 شخصا. ويؤكد أن المصلين أحبوا هذا المشروع..

وحسب امام المسجد، فإن الفكرة التقطت من روح المعنى الجليل الذي يحمله الحديث النبوي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف"، فيقول إمام المسجد: "بدأناه في المسجد لأن المسجد ليس فقط مكاناً للعبادة فحسب بل مكان لكل شيء يهم المسلم.. نحن بدأنا بـ35 مصلٍ، وممكن في المستقبل إن شاء الله يزداد العدد".

يقع مسجد بهشت الذي يحتفظ باسمه الكردي، والذي يعني في اللغة العربية "الجنة"، في مدينة حلبجة الكردية شمال الجمهورية العراقية.. المسجد كان اول من ابتكر القسام بتمارين رياضية المصلين لتشجيعهم على أداء الفريضة الأولى في اليوم، وهي صلاة الفجر، وهي مبادرة لم يعهدها المسلمون منذ نحو 1400 عام حين صدح النبي محمد بدعوته للدين الإسلامي، فبعد تغذية الروح بركعتين قبل أن تلقي الشمس أولى خيوطها على الأرض، تأتي تغذية الجسد بالياقة البدنية.

ويبدأ القائمون على المسجد عقب أداء صلاة الفجر مباشرة في قيادة المصليين للقيام بتدريباترياضية، تحسن من لياقتهم البدنية باقي اليوم، ففي حدود الساعة الـ5.30 صباحاً بالتوقيت المحلي (2.30 بتوقيت جرينتش) يصطف عشرات الرجال لأداء التدريبات الرياضية داخل المسجد، وسط حالة من البهجة تمتزج بالروحانية التي تعلو رؤوس المصلين.

ويقول أحد المصلين واسمه "رفيق رشيد" وقد تجاوز العقد السابع من العمر بخمس سنوات، إن صحته تحسنت منذ مشاركته في مشروع اللياقة البدنية بالمسجد منذ شهر، يوضح الرجل المسن حالته قبل الالتحاق بتدريبات مسجد بهشت: أنه كان يعاني من ألم مبرح في جسمه في الآونة الأخيرة لكنه بدا يكون في صحة جيدة.