مسلسلات رمضان
الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟
02/01/2019

بقدمين حافيتين يدخل المواطن اليمني "عبده شوعي" المركز الصحي في مديرية أسلم بمحافظة حجة، بعد أن قطع مسافة 3 ساعات سيرا على قدميه، قادما من قريته الجبلية، حاملا على ذراعيه طفله الرضيع "عقيل" في محاولة لإنقاذه من الموت إثر سوء التغذية الحاد، الذي يعاني منه 2 مليون طفل في اليمن، يقف الأب حائرا أمام أطباء المركز الذين يحاولون بإمكانيات بسيطة إنقاذ الرضيع الذي يعاني من حالة خطرة، فيديو انتشر في الأيام الأخيرة عبر موقع "فيسبوك" ليلقي الضوء على الأزمة اليمنية، التي راح ضحيتها 85 ألف تحت سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد خلال 3 سنوات.

"نعمل على إنعاش الطفل، لأنه في حالة يرثى لها، احتمال الوفاة، واحتمال الله سبحانه وتعالى واحتمال يدقر الأطباء يسعفوه الآن"، تقول مكية الأسلمي مديرة مركز أسلم الصحي، في الفيديو. استمر التدخل الطبي نحو ساعة، والوالد يترقب، وينتظر أن تتحسن صحة رضيعه، لكن ما حدث أن "عقيل" فارق الحياة أمام عينيّ والده، وبدأ الفريق الطبي في تكفينه، فيما كان الأب شاردا، وتدمع عينيّ مكية الأسلمي، ليحمل والده جثمانه ويعود به إلى قريته الجبلية.

مأساة "عقيل" هي حلقة ضمن مسلسل الجوع في اليمن، البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، الذي يعاني فيه 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 15.9 مليون يمني يعانون الجوع، وأطفال لا يستطيعون الحصول على أقل قدر من حقوقهم في الغذاء والتعليم والصحة.

"85 ألف طفل تحت سن الخامسة ماتوا بسبب سوء التغذية الحاد خلال 3 سنوات من حرب اليمن، وهذا العدد يساوي مجموع من هم دون الخامسة في برمنجهام ثاني أكبر المدن البريطانية، وهؤلاء الأطفال لم يتلقوا علاجا من سوء التغذية الحاد، وذلك وفقا لبيانات جمعتها الأمم المتحدة، التي حذرت مؤخرا من أن 14 مليون يمني على حافة المجاعة"، هذا ما كشفته منظمة "أنقذوا الأطفال"، شهر نوفمبر الماضي، ليكون بيانها بمثابة جرس إنذار للأطراف المتصارعة داخل اليمن، الذي أصبح غير سعيد، وليطرح تساؤلا "متى تنتهي الحرب اليمنية؟".

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 1

بيان منظمة "أنقذوا الإطفال" يأتي بعد أقل من شهر بعد أن تصدرت صورة الطفلة أمل حسين، 7 سنوات، غلاف تقرير لـ"نيويورك تايمز"، نُشِر يوم 26 أكتوبر الماضي، عن مأساة الحرب اليمنية، وعدم اهتمام العالم بما يجري هناك في مقابل قضايا أخرى على الساحة، صورة "أمل" خلقت حالة من الرواج على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت بين كافة الأوساط، متعاطفين مع الوضع في اليمن ليتسائل الجميع "متى تنتهي الحرب؟"، لكن بعد مرور 5 أيام، أي يوم 31 أكتوبر، أعلنت "نيويورك تايمز" وفاة أمل جوعا.

أسوأ أزمة إنسانية في العالم"مع دخول النزاع عامه الرابع، هناك أكثر من 22 مليون شخص - أي ثلاثة أرباع السكان - بحاجة ماسة إلى المساعدات والحماية، الحرب اليمنية تعتبر أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليا، الملايين من السكان لا يملكون فرصة الحصول على ماء نظيف للشرب إضافة لوجود تهديد كبير بالكوليرا"، يحذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في أبريل الماضي، مضيفا: "8 ملايين شخصا لا يعرفون من أين يمكنهم الحصول على وجبتهم التالية، كلما مرت 10 دقائق، يموت طفل دون الخامسة بسبب مرض كان من الممكن تفاديه".

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 2

ويوضح جوتيريش: "مع تزايد أعداد من يودون التحكم بنفقات الأسرة، تصاعدت نسبة زواج الأطفال أيضا، حوالي ثلثي الفتيات يتزوجن قبل سن الـ18، والعديد منهن يتزوجن قبل بلوغ سن الـ15"، مشيرا إلى أنه "لم يتم تحصيل أكثر من نصف التمويل الضروري لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة أي 2.96 مليار دولار".

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 3

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 4

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 5

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 6

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 7

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 8

 الطفل اليمني عقيل يموت جوعا أمام عيني والده! أين الضمير الانساني؟ صورة رقم 9