اندلعت اشتباكات بين محتجين تونسيين وقوات الأمن في مدينة القصرين بغرب البلاد بعد انتحار المصور التلفزيوني عبد الرزاق الرزقي الذي توفي بعدما أشعل النار في نفسه احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية المتردية. وقال الرزقي في مقطع فيديو نشره قبل أن يشعل النار في نفسه "أولاد القصرين البطالة ( العاطلين على العمل ) الذين لا يملكون مورد رزق وليس لديهم ما يأكلون عندما يتأهبون للاحتجاج تحدث عمليات إرهابية يعني اسكت أغلق فمك... نداء للقصارنية سأقوم بثورة لوحدي لأنني سأشعل ثورة لوحدي.. سأشعل نفسي ".

لحظة اشعال نفسه

وكان الشاب عبد الرزاق رزقي يعمل مصورا ومراسلا لقناة "تلفزة تي في" الخاصة وقال شهود أنه سكب البنزين على جسده بساحة الشهداء وسط المدينة ومن ثم أضرم النار في جسده. وتم نقله إلى المستشفى الجهوي في القصرين، إحدى أكثر الجهات فقرا في البلاد، ولكن حروقه كانت بليغة وفارق الحياة.

اخر كلماته

وأعلنت صفحة القناة التي كان يعمل بها في تغريدة لها على موقع "تويتر" وفاته متأثرا بإصابته. و قالت القناة إنه "انتقد وضعيته الاجتماعية القاهرة في فيديو قبيل إقدامه على إضرام النار في جسده". هذا بينما صرح مصدر القريب من الشاب إن رزقي يعاني من مشاكل عائلية، وأنه من السابق لأوانه التأكد من الأسباب الحقيقية من وراء إقدامه على إضرام النار في جسده. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الشبان الغاضبين الذين أغلقوا الطرقات وأشعلوا الإطارات بحي النور وسط محافظة القصرين احتجاجا على وفاة المصور التلفزيوني.

ونعت نقابة الصحفيين التونسيين وفاة الرزقي وحملت في بيان. "المسؤولية للدولة التي ساهمت في جعل القطاع الصحفي مرتعا للمال الفاسد والمشبوه الخادم لمصالح ضيقة بعينها ودون مراقبة لمدى التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين". وتعيد الواقعة إلى الأذهان ما حدث قبل ثمانية أعوام عندما أحرق بائع الخضار المتجول محمد البوعزيزي نفسه عام 2010، احتجاجا على مصادرة الشرطة لسلعه، في محافظة سيدي بوزيد ليفجر ثورة في تونس انتهت لاحقا بإسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 11 فبراير/شباط 2011

وحظي الانتقال الديمقراطي في تونس بإشادة واسعة لكن كثيرا من التونسيين يشعرون بالاستياء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفاقم البطالة بعد ثماني سنوات من انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.